هل تدخل قضية الصحراء المغربية منعطفا جديدا؟ مؤشرات عديدة توحي أن تحول مسارها وشيك الوقوع، وقد يدشنه اعلان المغرب رفضه الإستمرار في التعامل مع كريستوفر روس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، وطلب رفع يده عن ملف الصحراء. وعلمت «الأحداث المغربية» أن روس لم يعد يحظى بثقة المغرب، وذلك ارتباطا بسلوكه ومبادراته التي تزيل عنه المصداقية وواجب الحياد المطلوب التحلي به في معالجة الملف. ومن غير المستبعد أن تبادر الحكومة المغربية لاعلان القطيعة معه وطلب رفع يده عن ملف الصحراء. نقط عديدة يؤاخدها المغرب على ممثل الأمين العام الأممي، حسب معلومات «الأحداث المغربية» أولها أن روس اعتمد في مبادراته ومساعيه على تصرفات ترمي إلى تحريف مسار التفاوض والتشاور عن طريقه السعي للحل السياسي في الصحراء المغربية، وأنه يسعى لإعادة تكييف دور بعثة المينورسو بالدفع إلى توسيع صلاحياته وتحويله من مجرد بعثه لمراقبة وقف اطلاق النار إلى قوة سياسية قد يصل بها الأمر إلى التدخل في السيادة المغربية ضدا على الدور الذي أناطه بها مجلس الأمن منذ بداية التسعينيات. وثاني المؤاخدات أن روس يعتبر أن احصاء المواطنين المغاربة الصحراويين المحتجزين في تندوف ليس من اختصاص المفوضية العليا للاجئين الأمر الذي يساير الرفض الجزائري المتواصل والمستمر في الأمر. و السبب الثالث هو أنه لا يبدو أن روس يعطي أهمية لوضعية سكان تندوف الإنسانية والحقوقية، حيث تتعرض حقوق الإنسان لخروقات متكررة، وأن روس لا يهتم بالأمر في الوقت الذي يقلل فيه من المجهود الذي يبدله المغرب لضمان حقو الإنسان في الأقاليم الجنوبية والمكتسبات التي تحققت في هذا المجال. رابع تلك المؤاخدات، أن روس ذهب به الأمر إلى حد السعي لكي يقوم بزيارة مجلس الأمن إلى الصحراء المغربية في سابقة لا يمكن قبولها لما تحمله من مساس بسيادة المغرب. يضاف إلى ذلك أن أخطر ما يحاول روس تحقيقه هو تهميش المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي، واعتبارها متجاوزة في الوقت الذي يرضخ فيها للضغوط الجزائرية والإنفصالية ولا يتردد في تلبية مطالبها والتراجع عن القرارات التي لا تعجبها. بل إن تقرير مجلس الأمن الأخير كان سيئا جدا، ماغ اضطر المغرب إلى القيام بحملة دبلوماسية واسعة لرد الأمور إلى نصابها. ولأن الأمر لم يعد يحتمل الإنتظار، انتقل سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون أول أمس الخميس على عجل إلى نيويورك حيث التقى بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقالت وكالة الأنباء الرسمية أن سعد الدين العثماني في لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة «قدم لمحة عامة عن التطورات الأخيرة في قضية الصحراء المغربية، بما في ذلك إعداد التقرير الأخير، والمصادقة على القرار 2044 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة٬ وكذا تقييم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس». وزير الخارجية والتعاون صرح للوكالة ذاتها عقب انتهاء اللقاء بمقر الأممم المتحدة، أنه « أعربنا عن انشغالات المغرب حول مضمون هذا التقرير ومحاولات تشويه ولاية بعثة المينورسو والعقبات التي تعيق عملية التفاوض»، مضيفا «لقد اتفقنا على مواصلة المشاورات بشأن هذا التقييم». أوسي موح لحسن