لم يكد الجاني الذي اقترف جريمة القتل المزدوجة صباح يوم الجمعة الماضي بحي باب الخوخة بفاس، يغادر سيارة الأمن التي أقلته عشية أمس إلى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، حتى رفع رأسه عاليا وحيىِ في هدوء بعض أفراد أسرته الذين احتشدوا أمام المحكمة لرؤية قريبهم «السفاح». المتهم أحيل في حالة اعتقال على قاضي التحقيق بغرفة الجنايات بعد التحقيق التمهيدي معه في مخافر الشرطة، وقد اعترف منذ أول وهلة أمام الضابطة القضائية بإقدامه على اقتراف الجريمة. في تصريحاته بمحاضر قانونية، برر الجاني جريمته بأنه نفذها انتقاما لشرف الأسرة، بعد أن تبين له أن أحد الضحيتين على علاقة غير شرعية بإحدى محارمه، ما جعله يترصد له، قبل أن يباغته في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة الأخير، ويقرر الإجهاز عليه داخل محله التجاري. الجريمة اقترفت في حدود الساعة الثامنة صباحا، بعد أن تسلح الجاني بخنجر وقصد المحل التجاري الخاص ببيع الملابس الرياضية في ملك الضحية الأول، والذي يقع في زقاق شديد الاكتظاظ. وبعد مناوشات طفيفة بين الطرفين، لم يمهل الجاني الضحية طويلا حتى أوقعه أرضا ووجه إليه عدة طعنات على مستوى العنق والصدر، كانت كافية لتزهق روحه في الحال. وعلى وقع هذه الجريمة البشعة، تدخل أحد أصدقاء الهالك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو الآخر يملك محلا تجاريا مجاورا لمتجر الضحية الأول، ومن دون الكثير من المقدمات، انهال عليه هو الآخر بنفس الخنجر الذي كان لا يزال يقطر دما، ووجه له طعنات قاتلة، وتركه ينزف دما، قبل أن يفر الجاني بهدوء مستغلا دروب المدينة القديمة عبر الضيقة، رغم محاولات بعض المارة والتجار للحاق به. حضرت سيارة الإسعاف ونقلت الضحية الثاني إلى قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، حيث كان لا يزال ينزف دما في محاولة لإنقاذ حياته، لكنه توفي قبل أن يصل إلى المستشفى، بينما الضحية الأول كان قد لفظ أنفاسه مباشرة بعد تلقيه الطعنات القاتلة. عناصر الأمن، بما فيها الشرطة العلمية والتقنية وكومندو لمحاربة العصابات، حلت بمسرح الجريمة، وباشرت على الفور حملة تمشيط واسعة بحثا عن الجاني. وبعد نحو ثلاث ساعات عن ارتكابه للجريمتين، تمكنت عناصر الشرطة من توقيف مرتكب الجريمتين الشنيعتين، وفور ذلك فتحت الضابطة القضائية تحقيقا لمعرفة الدوافع الحقيقية لاقترافه هذا الفعل الإجرامي. محمد الزوهري