يبدو أن سياسة تجاهل جار السوء، قد أتت أكلها، حيث أصبح الكل يتسائل هناك عن الطريقة التي يمكن أن تجعل المغرب يرد بطريقة أو أخرى على استفزازات نظام الكابرانات. آخر مظاهر هذه السياسية المغربية، هو مارصدته وكالة الأنباء العالمية رويترز، حين علقت بالقول بإن الملك محمد السادس تجاهل تماما في خطابه السنوي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، اتهامات الجزائر، ولم يأت على ذكر القضية. هذه السياسة الملكية أخرجت النظام الجزائري عن طوعه، ولم يتقبل أن يتعرض لإهانة بهذا الحجم، بالرغم من كل المناورات والاستفزازات التي سعى لها، والتي وصلت حد التلويح بالحرب، لكن دون أن تلقى أي رد من المغرب. مايكشف حدة الحنق لذى نظام الكابرانات، وهو ماأعلنته إحدى الصفحات الجزائرية DZAIR TV على تويتر، قالت فيه" خطاب الملك لم يذكر فيه ولو بكلمة واحدة الجزائر، ويستمر في تجاهلنا وكأننا غير موجودين في شمال إفريقيا.. قمنا بقطع العلاقات والغاز والمجال الجوي.. وهددنا بلده بالحرب والعقاب القاسي، ومع ذلك يستمر في تجاهلنا.. لماذا ياترى يتعامل معهنا معنا ملك المغرب بهذه الطريقة؟ وماهي الخطوة الجزائرية التي من الممكن أن تخرج ملك المغرب عن صمته ويرد على تصعيدنا ضده؟ غريب هذا الصمت والتجاهل المستفز"!!! وكانت الوكالة البريطانية رويترز قد أوضحت أن صمت العاهل المغربي بشأن الخلاف مع الجزائر ، في خطاب المسيرة الخضراء، يتسق تماما مع نهج المغرب القائم على تجاهل كافة البيانات الصادرة من الجزائر، منذ قيام نظام هذا البلد بقطع العلاقات مع المغرب في غشت الماضي. وجاء الخطاب الملكي في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية توترا ملحوظا، بعد قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسلسلة من الاتهامات وجهتها له، آخرها تحميله مسؤولية مقتل ثلاثة من مواطنيها زاعمة أنهم تعرضوا لقصف استهدف شاحنات كانت تقوم برحلة بين الجزائر وموريتانيا. وفي تعليقه على الخبر قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في بيان، بألا يمر حادث وفاة الرجال الثلاثة "دون عقاب"، وهو مااعتبر تهديدا موجها للمغرب، لكن يبدو أن القضية انقلبت عليهم، بعد اكتشاف حقيقة ماوقع من خلال تقرير بعثة المينورسو التي قامت بتحريات في عين المكان، وهو مايجعل المغرب لاينخرط في مثل هذه الخزعبلات الصبيانية، كما تجاهل الملك محمد السادس في خطابه السنوي الموضوع، ولم يأت على ذكر القضية.