كشفت وكالة دولية عن سبب تجاهل الملك محمد السادس التام لانهامات الجزائر. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية "رويترز"، بأن الملك محمد السادس تجاهل تماما في خطابه السنوي، اتهامات الجزائر، ولم يأت على ذكر القضية، مضيفة في قصاصة لها، أن صمت العاهل المغربي بشأن الخلاف مع الجزائر، يتسق مع نهج المغرب بتجاهل كافة البيانات الصادرة من الجزائر منذ قيام السلطات الجزائرية بقطع العلاقات في غشت. وجاء خطاب العاهل المغربي في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية توترا ملحوظا بعد قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسلسلة من الاتهامات وجهتها له آخرها تحميله مسؤولية مقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف استهدف شاحنات كانت تقوم برحلة بين الجزائر وموريتانيا. وجدد العاهل المغربي يوم السبت التزامه بالخيار السلمي ووقف إطلاق النار، في الصحراء المغربية وكذلك التعاون مع بعثة الأممالمتحدة "في نطاق اختصاصاتها المحددة"، لكنه تجاهل اتهامات وجهتها الجزائر مؤخرا. وقال الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الشعب ، بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، التي تم فيها استرجاع الصحراء من الاستعمار الإسباني، إنه يدعم الجهود التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الشخصي من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية، في أسرع وقت ممكن. كما عبر الملك عن تقديره للدول والتجمعات، التي تربطها بالمغرب اتفاقيات وشراكات، والتي تعتبر أقاليمنا الجنوبية، جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني . وأضاف صاحب الجلالة " لدينا (..)، شرکاء دوليون صادقون، يستثمرون إلى جانب القطاع الخاص الوطني، في إطار من الوضوح والشفافية، وبما يعود بالخير على ساكنة المنطقة ". وأبرز جلالته أيضا أن التطورات الإيجابية ، التي تعرفها قضية الصحراء ، تعزز أيضا مسار التنمية المتواصلة ، التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، لافتا إلى أن هاته الأقاليم تعرف نهضة تنموية شاملة ، من بنيات تحتية ، ومشاريع اقتصادية واجتماعية. وبفضل هذه المشاريع ، يضيف جلالته، أصبحت جهات الصحراء ، فضاء مفتوحا للتنمية والاستثمار ، الوطني والأجنبي. من جهة أخرى، أكد جلالة الملك أن المجالس المنتخبة، بأقاليم وجهات الصحراء، بطريقة ديمقراطية، وبكل حرية ومسؤولية، هي الممثل الشرعي الحقيقي لسكان المنطقة. كما أعرب جلالته، في هذا السياق، " أننا نتطلع أن تشكل قاطرة لتنزيل الجهوية المتقدمة، بما تفتحه من آفاق تنموية، و مشاركة سياسية حقيقية ". وشدد صاحب الجلالة على أن قضية الصحراء " هي جوهر الوحدة الوطنية للمملكة. و هي قضية كل المغاربة. وهو ما يقتضي من الجميع، كل من موقعه، مواصلة التعبئة واليقظة، للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، وتعزيز المنجزات التنموية والسياسية، التي تعرفها الأقاليم الجنوبية ". في ذات السياق، قال الملك محمد السادس أن المملكة المغربية تعبر عن تقديرها واعتزازها بتزايد الملموس لعدالة قضية وحدتنا الترابية ، مشيدا بالقرار السيادي، للولايات المتحدةالأمريكية، التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه. وأضاف جلالة الملك في خطاب موجه للامة بمناسبة الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء ، أن هذا الاعتراف هو نتيجة طبيعية، للدعم المتواصل، للإدارات الأمريكية السابقة، ودورها البناء من أجل تسوية هذه القضية. واردف جلالة الملكي قائلا : فهذا التوجه يعزز بشكل لا رجعة فيه، العملية السياسية، نحو حل نهائي ، مبني على مبادرة الحكم الذاتي ، في إطار السيادة المغربية ..كما أن افتتاح أكثر من 24 دولة، قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، يؤكد الدعم الواسع، الذي يحظى به الموقف المغربي، لا سيما في محيطنا العربي والإفريقي." واسترسل جلالة الملك قائلا :"وهو أحسن جواب ، قانوني ودبلوماسي ، على الذين يدعون بأن الاعتراف بمغربية الصحراء ، ليس صريحا أو ملموسا ..ومن حقنا اليوم ، أن ننتظر من شركائنا ، مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة."