AHDATH.INFO منزل للبيع، إلى هناك العبارة عادية، لكن اللوحة تقدم تفصيلا فارقا حين تشير أن الرياض المعروض للبيع بفاس، يخص ابن خلدون "العالم السوسيولوجي واضع علم الاجتماع" وفق ما جاء في عرض البيع الذي أثار استياء عدد كبير من رواد مواقع التواصل، الذين استغربوا أسلوب اللامبالاة التي تعامل به فضاءات لها حمولة تاريخية كبيرة، والامر هنا يرتبط باسم لا يشبه باقي الاسماء.
الإعلان /الحدث جعل أسهم النقد تتوجه بسخاء لاذع إلى الساهرين على الشأن الثقافي و "حراس التراث" الذين يفلتون الأثر بعد الأثر بسبب اللامبالاة وسوء التدبير الذي ينتهي بطمس معالم عمرها قرون، تختزل جزء مهما من تاريخ المغرب والعالم، "عيب وعار أن معلمة كهذه تضيع، وعيب أن يصل الامر لعرض البيت للبيع في الوقت الذي كان على وزارة الثقافة أن تتقدم لاقتنائه منذ عقود" يكتب احد المدونين. واستحضر المنتقدون تجارب دول عربية في التعاطي مع تراث الشخصيات التاريخية الوازنة، أو الفنانين المعاصرين الذين تتحول بيوتهم لمتاحف ومزارات شاهدة على تاريخ يكابر النسيان، مشيرين أنه في حالة ابن خلدون يصبح الامر أكثر إلحاحا لضمان تدخل الوزارة الوصية من أجل اقتناء هذا المنزل والحفاظ عليه كفضاء كان شاهدا على احتضان المغرب وتحديدا فاس، لواحد من أشهر علماء الحضارة العربية والإسلامية، وواضع أسس علم الاجتماع الحديث. للإشارة عبد الرحمان بن محمد المعروف بابن خلدون، من مواليد تونس سنة 1332، إلا أنه انتقل بين عدد من الدول، وقد مكث في فاس زمنا، وتوفي في مصر.