AHDATH.INFO / محمد كويمن أقفلت مكاتب التصويت بطنجة أبوابها، وانطفأت أضواء المصباح بالمدينة، وعم الصمت مقر حزب العدالة والتنمية مع ظهور أولى مؤشرات الصدمة، حين بدأت تتوصل القيادة بأرقام مخيفة بعدد من مكاتب التصويت، لم يكن يترقبها حتى خصومهم، بعدما كان الجميع يتوقعون تراجع توهج المصباح لكن ليس إلى حد الصعقة التي هزت أركان البيجيدي بأحد أهم قلاعه الانتخابية بالشمال. حزب المصباح الذي حصل على أزيد من 60 ألف صوت خلال الاستحقاقات التشريعية لسنة 2016، والتي كانت قد منحته ثلاثة مقاعد بدائرة طنجةأصيلة، لم يتمكن هذه المرة من كسب ولو مقعد واحد حين ظل عدد المصوتين على لائحته أقل من 10 آلاف صوت، بعدما فقد أكثر من 50 ألف صوت في ظرف خمس سنوات. وإذا كان تراجع عدد أصوات لائحة المصباح بطنجة، ليس بالأمر المفاجئ، باعتبار أن الحزب ظل يتوقع أن ينال نصيبه من ضريبة توليه تدبير الشأن المحلي للمدينة، وكذا فقدانه لفئة عريضة من المتعاطفين معه بفعل قرارات حكومته، وتأثره بخلافاته الداخلية، إلا أن النتائج المحصل عليها كانت كارثية، بالرغم من محاولة بعض أعضاء الحزب تبرير أسباب نزولها إلى "استعمال المال وصمت السلطة على خروقات يوم الاقتراع"، فإن ما كشفته الحصيلة الهزيلة للأصوات المعبر عنها لفائدة لائحة المصباح، يراها آخرون بمثابة عقاب داخلي تلقاه الحزب قبل التصويت العقابي من باقي ساكنة المدينة، بعدما لم يتمكن الحزب من الحصول على أصوات مناصريه، وهو الذي كان يتوفر على قاعدة انتخابية حزبية صلبة مشكلة من جناحه الدعوي وجمعياته وتنظيماته النسائية، الأمر الذي فرض التساؤل حول ما إذا كان العديد من أعضاء الحزب قد قرروا عدم التصويت مجددا على لائحة المصباح، خاصة وأن ما حصده الحزب على مستوى النتائج التشريعية، لحقه أيضا على مستوى الانتخابات الجماعية والجهوية، بعدما حاول بعض الإخوان ربط فقدان المقعد البرلماني بالمدينة بقرار القيادة فرض عضو الأمانة العامة محمد أمحجور بدل المرشح محمد بوزيدان الذي اختارته القاعدة الحزبية المحلية. كما تراجعت أصوات المصباح بجميع المقاطعات الأربعة لجماعة طنجة، لدرجة أن حصل على مراتب متأخرة في قائمة عدد المقاعد المتبارى عليها مع باقي اللوائح الحزبية، بعدما كان قد فاز خلال الانتخابات الجماعية السابقة بأغلبية مريحة جدا في جميع مجالس المقاطعات، ومكنته من الحصول على مقعد عمدة المدينة وجميع مقاعد رؤساء المقاطعات، إلى جانب مشاركته في تدبير مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة بحصوله مؤخرا على منصب النائب الأول للرئيس.