قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الحالية، سعد الدين العثماني، إن الانتخابات المقبلة يجب أن "تشرف المغرب". وعشية انطلاق الحملة الانتخابية برسم الاستحقاقات التشريعية والجهوية والجماعية ل8 شتنبر المقبل، أعرب العثماني، الذي حل ضيفا على برنامج "انتخابات 2021" على القناة الثانية الأربعاء 25غشت 2021، عن الأسف مما وصفه ب"الإنزال الفظيع للمال لاستمالة الناخبين". وأوضح العثماني أن المرحلة السابقة للحملة الانتخابية والتحضيرات للانتخابات شهدت " إنزالا فظيعا للمال في استمالة المواطنين بشكل غريب عند من يسعى لأن يشتري المستحيل و بما يؤسس لممارسة غير شريفة". وفي هذا الصدد، كانت إدارة الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية قد سجلت الاستعمال المفرط للمال في استمالة المرشحين، وانخراط بعض أعوان السلطة في هذه الممارسات، وهو ما اعتبرته "يشكل إخلالا جسيما بقواعد التنافس الشريف والممارسة الديمقراطية وبالقواعد المنظمة للانتخابات". وفيما انتقد العثماني استعمال المال بشكل عام في هذه اللحظة الانتخابية من قبل أحزاب، لم يحددها، فإنه نفى ذلك عن حزبه ونزهه عن هذه الممارسة مؤكدا أن "الحزب كما يعرفه المواطنون يدخل بنفس العزم وبحصيلة مشرفة على مستوى الجماعات والحكومة، وببرنامج انتخابي طموح يستحضر تطلعات المواطنين". وزاد العثماني مؤكدا أن حزبه المصباح، راعى التجديد في ترشيحاته حيث عمد إلى اختيار وجوه جديدة ضمن لوائحه الانتخابية ليقدم رسالة، يقول العثماني، للأحزاب، التي اعتبر أنها تعتمد على " مرشحين لقطاء يتم استقطابهم والقبول بهم كأن هذه الأحزاب لا مرجعية لها ولا هو ولا فكرة وأنما هي وكالات مشرعة أبوابها لمن أراد مما يزيد من حدة ظاهرة الترحال السياسي، الذي يضر بثقة المواطن في الأحزاب ". واستطرد العثماني مشددا "رسالتنا أن العمق في السياسة هي فكرة سياسية يدافع عنها الفاعل السياسي ويناضل من أجلها من داخل تنظيمه الحزبي ومن خلال الانتماء، الذي لا يتغير لأسباب انتخابية صرفة ومرتبطة حصريا بالانتخابات وليس بالقناعات والمبدأ". وأضاف العثماني : " الغريب والمؤسف أن تستقطب أحزاب وترشح أفرادا وافدين من أحزاب تختلف معها .. أمر غير منطقي وغير مفهوم يضرب في الصميم عمق السياسة ". وإلى ذلك، وفي سياق رده على مجموعة من الأسئلة السياسية، سعى العثماني إلى التقليل من أهمية " الصراع" الذي طبع علاقة حزبه مع غريمه، وحليفه في الحكومة الحالية، التجمع الوطني للأحرار، حيث اعتبر أن التراشق، الذي كان بينهما ودام لخمس سنوات هي ولاية الحكومة، " أمر طبيعي وغير مزعج و يصب في مصلحة المواطن لأنه يعكس حيوية مكونات الحكومة" بل وذهب العثماني حد القول إن حكومة التناوب وحكومة جطو، لم تسلما من مثل هذا التوتر بين مكوناتها على اعتبار أن الحكومة "تضم خليط أحزاب تختلف من حيث المرجعية والمقاربات والرؤيا" وفي ما يتصل بتغييره لدائرة ترشحه، فأكد العثماني أن ترشيحه وكيلا للائحة المحلية للحزب بدائرة الرباط المحيط، "ليس قرارا شخصيا بل قرار قيادة الحزب أي الأمانة العامة للحزب، التي ارتأت أنه علي أن أخوض غمار الانتخابات في هذه الدائرة وكان علي أن أمتثل لقرارها ". ونفى العثماني أن يكون تغيير دائرة ترشحه " هروبا من المساءلة وتقديم الحساب لساكنة المحمدية" حيث قال :"نحن في حزب العدالة والتنمية لا نتهرب من الحساب ولا من تقييم المواطنين والمواطنات ولا نتهرب من شرح قراراتنا للمواطنين سواء تلك التي كانت صائبة أو حتى تلك التي أثارت ردود أفعال ضدها وكانت مؤلمة".