تسببت الاتهامات الخرقاء للنظام الجزائري، في ادعاء وقوف أشخاص وراء الحرائق التي تعرفها البلاد، في مقتل شاب بريء على يد مواطنين، ما خلق صدمة في الجزائر. وسادت حالة من الصدمة والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، أمس الأربعاء، بعد انتشار فيديو صادم وثق قتل شاب قام مواطنون غاضبون في ولاية "تيزي وزو" بإحراقه، بعدما اشتبهوا في قيامه بافتعال الحرائق المندلعة في عدة مناطق بالبلاد منذ يوم الإثنين. الفيديوهات التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت قيام بعض الأشخاص بإخراج الشاب من سيارة شرطة والاعتداء عليه بالضرب حتى لفظ أنفاسه، ثم قاموا بإحراق جثته وسط المدينة، فيما أثارت هذه الحادثة غضباً واستياء واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ طالب رواده بترك الموضوع للعدالة والتحقيق، خاصة أنه لم يثبت تورط الضحية في حوادث الحرائق. وما زاد صدمة الجزائريين عندما كشف أصدقاء للشاب الذي قتل أنه توجه إلى منطقة الحرائق للتطوع والمساعدة، حيث ذكر مجموعة من الشباب أن الضحية فنان وينحدر من منطقة خميس مليانة وجمع أموالاً من أجل الذهاب إلى تيزي وزو للتطوع والمساهمة في إطفاء الحرائق. فيما طالب مواطنون السلطات المختصة بفتح تحقيق في الحادثة، وتطبيق القانون على المتسببين في حرق الشاب. وأدان العديد من النشطاء على مواقع التواصل الحادثة، مطالبين المواطنين بعدم اللجوء إلى الانتقام، وترك العدالة تتكفل وتحقق مع المتسببين في إضرام الحرائق. المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان باكوري عميروش أدان الحادثة قائلاً: "أدين بشدة الجريمة البشعة التي حدثت اليوم في تيزي وزو، هذا الفعل هدفه كسر التضامن الوطني العظيم الذي شاهدناه في ال48 ساعة الأخير". فيما كتب البروفيسور رضوان بوجمعة، على حسابه بموقع فيسبوك: "مواجهة الهمجية بهمجية أخرى هي إعادة إنتاج للهمجية، الانتقام هو نقيض العدالة". وقال المغرد الجزائري إدريس: "باسم كل القبائل الأحرار نتبرأ بهذا العمل الشنيع والوحشي الذي ذهب ضحيته شاب بريء رحمة الله عليك يا جمال بن سماعيل وصبر الله أهلك". أما الصحفي عبدالمنجي خلادي فكتب على تويتر: "صدمة غير متوقعة، القتيل الذي تم حرقه اليوم من طرف "مجموعة" بمدينة تيزي وزو اسمه #جمال_بن_سماعيل ثلاثيني حامل لشهادة جامعية، معروف في منطقة خميس مليانة له، عائلة تقطن بمدينة تيزي وزو، الضحية لا علاقة له بكل ما حدث، حسب شهادة أبناء بلدية سيدي داود وأبناء مدينة مليانة. يجب ضبط النفس".