قرر حميد شباط الخروج مرة أخرى في بث مباشر على "فيسبوك" مساء يومه الأحد، بعد أن سال مداد كثير حول التحاقه بالحركة الشعبية، وبعد أن أكد نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال عدم تزكيته لخوض الانتخابات المقبلة بمدينة فاس، خلال استضافته في برنامج مواجهة للإقناع الذي تبثه قناة ميدي 1 تيفي. شباط الذي وضع نفسه في موقع "المتمرد" على قيادة حزبه، اعتبر خرجته الإعلامية ردا على ما ورد في حقه على لسان نزار بركة في برنامج "مواجهة للإقناع"، فيما قال قيادي استقلالي: "شباط يخرج في أوقات معينة ومدروسة مسبقا لخدمة أجندة هدفها بات معروفا وهو التشويش على حزب الاستقلال في كل مراحل الاستحقاقات الانتخابية".
وعدد ذات القيادي، الذي فضل عدم ذكر هويته، لكونه كان أحد القياديين البارزين الموالين لشباط في فترة ولايته على أمانة الحزب، عدد خرجات شباط ورصدها في ثلاث خرجات فيسبوكية واجتماعية، وصفها بالنوعية والمثيرة للتساؤل من حيث توقيتها وأهدافها.
وقال ذات القيادي أن "خرجة شباط الأولى، كانت أثناء فترة انتخابات ممثلي المأجورين للتشويش على مناضلي الحزب بل ودعا للتصويت ضد نقابة حزبه الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ومع ذلك تصدرت الانتخابات، ثم كانت الخرجة الثانية على فيسبوك بمنابسة الندوة الصحفية لنزار بركة الأمين العام للحزب في وكالة المغرب العربي للأنباء، التي قدم خلالها تصورات الحزب للمرحلة، ولعل شباط أراد التشويش على هذا المرور، ومع ذلك فشل حسب ما شاهد الجميع من تغطيات إعلامية لندوة نزار مقارنة مع تصريحات شباط ضد القيادة"، حسب تصريحه.
فيما يرى ذات القيادي الشاب، أن الخرجة الثالثة لشباط هي الخرجة المتوقعة مساء يومه الأحد، وهي حسب المتحدث "تأتي غداة توقيع البيجيدي والبام لوثيقة تفاهم وهدنة، وهو الذي كان رفيق الباميين زمن إلياس العماري ضد البيجيدي". كما يرى ذات المصدر أن هذه الخرجة "تأتي هي أيضا في عز استحقاق انتخابي وفي عز الحملة الانتخابية للغرف المهنية وكأن شباط يقود حملة انتخابية مضادة لحزبه".
وتوقع ذات المصدر أن لن تأتي خرجة هذا اليوم بجديد، وأنها "غالبا ستكون في نفس سياق وهدف التوشيش على الحزب، والتمظهر بوجود أزمة وانشاق، وبالتالي هي محاولة جديدة، لعلها تؤتي أكلها المأمول في التأثير على روح المناضلين والمترشحين، وبالتالي هي خدمة لتموقعات الأحزاب الأخرى".
وختم المصدر بطرح أسئلة مثيرة حول هذه الخرجات وأهدافها قائلا "هل هذا الحساب الزمني والتوقيت لهذه الخرجات صدفة أم هو توظيف سياسي لكسر عظام الاستقلال في المشهد السياسي؟ وهل يعي شباط حجم الخدمة التي يقدمها للخصوم وهو الذي كان أمين عام الحزب، أم أنه أصبح بدون روح نضالية وقلب حب الحزب الذي بفضله ترقى اجتماعيا؟ وهل هناك توجه أو أجندة أو جهة سياسية يخدمها شباط وينسق معها وهو يعلم ان خرجاته لا مفعول داخلي أي في الحزب أوخارجي لها أي في المشهد السياسي، اللهم إلا لإرضاء هذه الجهات بمقابل غير معروف النوعية، خصوصا وشباط يطوف من حين لآخر ببيوت قيادات أحزاب منافسة؟" حسب تعبيره.
وخلص ذات القيادي إلى أن شباط "ربما يكون قد أحرق بالفعل مراكب العودة ولم يعد يهمه الحزب في شيء، وأسقط نفسه من مكانته الاعتبارية التي كان يحظى بها بين الاستقلاليين كأمين عام سابق"، متمنيا أن "يستوعب شباط الدرس جيدا بعد أن وجد نفسه وحيدا في معركة خسرها من البداية، ولم يجد إلى جانبه أقرب مقربيه".