AHDATH.INFO- (أ.ف.ب) قتل 44 شخصا على الأقل وأصيب 150 آخرون بجروح في شمال إسرائيل في تدافع ضخم حصل فجر الجمعة خلال احتفال ديني شارك فيه عشرات آلاف اليهود المتشددين، في أكبر تجمع في الدولة العبرية منذ بدء جائحة كوفيد-19. ووقعت المأساة أثناء زيارة الحج السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون (الجرمق) الواقع على مقربة من مدينة صفد. ويؤم اليهود هذا المقام سنويا بمناسبة عيد «لاغ بعومر» الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتاك تفشى بين طلاب مدرسة تلمودية في زمن الحاخام الذي عاش في القرن الثاني الميلادي والذي ينسب إليه كتاب الزوهار، أهم كتب التصوف اليهودي. ويشعل اليهود في هذا العيد نيرانا في مناطق مفتوحة ويرقصون ويغنون. وبث تلفزيون «كان» الإسرائيلي صورا لحاجز معدني تحطم نتيجة تدافع الحشود. وروى أحد مراسلي التلفزيون روبي هامرشلاغ أن «الناس كانوا مكدسين فوق بعضهم البعض». ولم تحدد بعد أسباب الحادث. وقال المسعف يهودا قطليب إنه رأى رجالا «يسحقون» و«يفقدون وعيهم». وقال شاهد في الثامنة عشرة من عمره كان موجودا في المكان «هناك ممر حديدي ينزل من موقع إشعال النار... كان مزدحما للغاية... وكان على الناس السير فيه من أجل الخروج». وأضاف شموئيل «قامت الشرطة بإغلاق الممر. ثم وصل المزيد والمزيد (من الناس)... المزيد والمزيد... ولم تسمح لهم الشرطة بالخروج، لذلك بدأ الناس في السقوط فوق بعضهم البعض». وتابع «لم يفتحوا (الممر) إلا عندما أزهقت أرواح و(...) سحق عشرات الأشخاص». ووصل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى مكان الحادث في طائرة مروحية. ووصف ما حصل بأنه بين «أفظع الكوارث» في تاريخ دولة إسرائيل. وكتب في تغريدة على تويتر «سنجري تحقيق ا شاملا وجاد ا ومعمق ا لضمان عدم تكرار مثل هذه الكارثة». وأعلن الأحد يوم حداد وطني. وقال المدير العام لجمعية نجمة داود الحمراء إيلي بن في بيان «هذه واحدة من أصعب الكوارث المدنية التي عرفتها دولة إسرائيل ومن الصعب احتواء حجم الكارثة»، مضيفا «نعالج 150 مصابا ستة منهم في حالة خطرة». وكانت فرق الإسعاف ذكرت في بادئ الأمر أن الكارثة نجمت عن انهيار مدرجات في المكان، لكنها عادت وأوضحت أن الضحايا سقطوا جراء «تدافع ضخم». وتم تحويل التحقيق إلى قسم دائرة التحقيقات الشرطية التابعة لمكتب المدعي العام للدولة، والتي تحقق في قضايا جرائم جنائية قد يكون ضباط في الشرطة متورطين فيها. وأعلن قائد شرطة شمال اسرائيل شمعون لافي «مستعد لأي تحقيق تقصي حقائق. نحن في مرحلة جمع الأدلة والقرائن من أجل الوصول إلى الحقيقة». وزار وزير الصحة الإسرائيلي يولي أدلشتاين صباح اليوم مستشفى زيف في مدينة صفد، أحد المراكز الطبية التي نقل إليها الضحايا وتحدث مع الجرحى. وسمحت السلطات الإسرائيلية بتجمع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، لكن منظمي الحفل أفادوا بأن أكثر من 650 حافلة استؤجرت في جميع أنحاء الدولة العبرية لنقل المؤمنين إلى المكان، أي ما لا يقل عن 30 ألف شخص، في حين أكدت الصحافة المحلية أن عدد الذين تقاطروا إلى المقام بلغ مئة ألف حاج. وكانت وكالة فرانس برس التقطت صورا وأفلاما للحفل تظهر فيه حشود في ممرات وقاعات ترقص وتغني وتشعل شموعا، الرجال في جهة والنساء في جهة أخرى، مع تواجد عدد من الأطفال. وأظهرت مشاهد من ميرون بعد ساعات من الحادث حشد ا من اليهود المتشددين المفجوعين الذين يرتدون معاطف سوداء طويلة ويضعون قبعات سوداء وسط تناثر حطام على الأرض. وأشعل بعض الناجين الشموع على نية الضحايا بينما صلى آخرون في مكان قريب. كما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورا مروعة لصف من الجثث التي لفت بأغطية بلاستيكية على الأرض. وإثر الكارثة، أضاءت الأنوار المنبعثة من عشرات سيارات الإسعاف ظلمة الطرق المؤدية إلى مرقد الحاخام شمعون بار يوحاي، في حين حلقت في سماء المنطقة مروحيات شاركت في إخلاء الجرحى. وآزرت ست مروحيات سيارات الإسعاف في نقل الجرحى إلى مستشفيات مدينتي نهاريا وصفد في شمال الدولة العبرية. في صفد، شاهدت صحافية في وكالة فرانس برس جرحى ينقلون على متن مروحيات إلى مستشفيات في القدس وتل أبيب حيث ستجري نهار الجمعة مراسم تأبين للضحايا. وتمنى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة على «تويتر» «القوة والشجاعة» للشعب الإسرائيلي ل«يتخطى هذا الوقت الصعب». وقدم الاتحاد الأوروبي وفرنسا تعازيهما الى عائلات الضحايا والشعب الإسرائيلي. ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون صور الكارثة ب«المشاهد المروعة».