أوكل عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني الاثنين الى عمه ولي العهد الأسبق الأمير حسن بن طلال التعامل مع موضوع ولي العهد السابق الأمير حمزة الذي اتهم بالتورط في مخطط خارجي هدفه "زعزعة أمن الأردن"، وذلك لمحاولة حل المسألة داخل العائلة المالكة. واتهمت الحكومة الاحد الأمير حمزة وأشخاص ا آخرين من الحلقة المحيطة به بالتورط في مخطط "لزعزعة امن الأردن واستقراره"، وو ضع في الإقامة الجبرية فيما جرى اعتقال أكثر من 16 شخصا. وكتب الديوان الملكي عبر تويتر مساء الإثنين "في ضوء قرار جلالة الملك عبدالله الثاني في التعامل مع موضوع سمو الأمير حمزة ضمن إطار الأسرة الهاشمية، أوكل جلالته هذا المسار لعمه، سمو الأمير الحسن، الذي تواصل بدوره مع الأمير حمزة". واضاف "أكد الأمير حمزة أنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية، والمسار الذي أوكله جلالة الملك إلى الأمير الحسن". والأمير حسن (74 عاما) شقيق ملك الاردن الراحل حسين، وعم الملك عبدالله، شغل منصب ولي العهد لنحو 34 عاما. وكان الأمير حمزة (41 عاما) الذي ط لب منه البقاء في قصره في عمان، قال في تسجيل صوتي تم تناقله على تويتر وكان يتحدث فيه عبر الهاتف بنبرة تحدي "لن التزم" بالأوامر. وقال "أنا لن أتحرك لأنني لا أريد أن أصع د الآن، لكن أنا بالتأكيد لن ألتزم عندما يقال لي ممنوع أن أخرج وممنوع أن أغرد وممنوع أن أتواصل مع الناس وفقط مسموح لك أن ترى" العائلة. وكان رئيس أركان الجيش اللواء يوسف الحنيطي توجه بناء على توجيه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني السبت إلى قصر الأمير حمزة طالبا منه "التوق ف عن تحر كات ونشاطات ت وظ ف لاستهداف أمن الأردن واستقراره". لكن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي اكد خلال مؤتمر صحافي الأحد أن الأمير حمزة تعامل مع الأمر "بشكل سلبي". واشار الأمير في التسجيل الصوتي إلى أنه سجل كلام الحنيطي ووزعه على معارفه وأهله "على أساس إن حصل أي شيء". وأضاف "أن يأتي رئيس أركان ويقول لي هذا الكلام، هذا (...) غير مقبول بأي شكل من الأشكال. حاليا أنتظر الفرج لنرى ما سيحصل". وكتبت صحيفة "الرأي" الحكومية إن "الأردنيين ليسوا مستعجلين على نتائج التحقيق، فالمهم هو إن بلادهم تجنبت فصلا من الاضطرابات بحنكة القيادة الأردنية والأجهزة الأمنية ولقنت المتربصين بالأردن درسا يستطيعون من خلاله تبين الخط الأحمر الذي لا يمكنهم الاقتراب منه". وأوضحت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إن "جلالة الملك حاول أن يقوم بحل بعض الأمور في نطاق الأسرة الهاشمية، إلا أن رغبته الأخوية في تسوية المسألة في نطاق التفاهم لم تقابل بانفتاح وإيجابية ولذلك تقدمت مصلحة الوطن على العائلة". من جهته، قال مدير مركز "الفينيق" للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض لفرانس برس إنها "أحداث غير مسبوقة بتاريخ الأردن وتحدث لأول من حيث حدتها وفي انتشارها في وسائل الإعلام". واضاف "هذه بداية الأزمة وليست نهاية أزمة. المطلوب من كل بنى الدولة إعطاء الأولوية لتطبيق الدستور أولا، وثانيا إجراء إصلاحات لسياسات إدارة الدولة". واكد الصفدي الأحد اعتقال ما بين 14 الى 16 شخص ا بالاضافة الى باسم عوض الله (رئيس الديوان الملكي الأسبق) والشريف حسن بن زيد. وأضاف أن التحقيقات كشفت "وجود ارتباطات بين باسم عوض الله وجهات خارجية (...) لتنفيذ مخططات آثمة لزعزعة الاستقرار" دون تحديد تلك الجهات. وقال الصفدي إنه تم رصد اتصال "لشخص له ارتباطات بأجهزة أمنية أجنبية مع زوجة الأمير حمزة (...) يضع خدماته تحت تصرفها ويعرض عليها تأمين طائرة فورا للخروج من الاردن لبلد أجنبي". وبعد تلك الاتهامات، أكد إسرائيلي يدعى روي شابوشنيك يعيش في أوروبا وهو بعمر الأمير حمزة، في بيان أنه "لم يعمل أبدا مع الموساد الإسرائيلي أو مخابرات أي دولة" وأنه فقط "صديق للأمير حمزة". وقال انها "لمسة انسانية"، موضحا بالتحديد "دعوت زوجة الأمير وأطفالها للمجيء الى منزلي في أوروبا". من جانب آخر، أكد رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة اللواء يوسف الحنيطي ان "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لديها من القدرة والكفاءة والاحترافية ما يمكنها من التعامل مع أي مستجدات تطرأ على الساحتين المحلية والإقليمية بمختلف المستويات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية وبالقوة، وأية مساع يراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه، وزعزعة أمن واستقرار المملكة، التزاما منها بواجبها الوطني تجاه الوطن وقيادته الهاشمية المظفرة". تصريحات الحنيطي التي نقلتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) الاثنين جاءت خلال تمرين عسكري نفذته قوات أردنية شرق المملكة. وبحسب الوكالة "اشتمل التمرين على تنفيذ عمليات الهجوم السريع بواسطة الآليات والقوات المحمولة جوا ، استخدمت فيها جميع أنواع أسلحة المناورة مسندة بالمدفعية والهندسة التابعة للواء". وأوضحت ان التمرين "بدأ بالقصف على أهداف عالية القيمة من طائرات سلاح الجو الملكي، إضافة إلى رمايات من مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وأسلحة مقاومة الدروع، وعمليات القتال في المناطق المبنية والاقتحام الجوي وعمليات الإنزال". واستمرت الاثنين ردود الفعل المؤيدة للعاهل الاردني عبدالله الثاني، وآخرها من الكويت والامارات وروسيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية "ندعم جهود السلطات الشرعية في الاردن وتحديدا (تلك التي يبذلها) الملك عبدالله لضمان الاستقرار الداخلي" للبلاد. الأمير حمزة هو الابن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الأميركي ة الملكة نور، وكانت علاقته جيدة رسمي ا بأخيه الملك عبدالله وهو قريب من الناس وشيوخ العشائر. سمى الملك عبد الله الأمير حمزة ولي ا لعهده عام 1999 بناء على رغبة والده الراحل عندما كان نجله الأمير حسين في الخامسة، لكن ه نح اه عن المنصب عام 2004 ليسمي عام 2009 نجله حسين ولي ا للعهد. وكان الأمير حمزة قال في مقطع فيديو السبت إنه "قيد الإقامة الجبرية" مؤكدا أن ه لم يكن جزءا "من أي مؤامرة أو منظ مة تحصل على تمويل خارجي"، لكن ه انتقد "انهيار منظومة الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة في إدارة البلاد" ومنع انتقاد السلطات.