تنفس ليفربول الإنكليزي الصعداء بعد سلسلة من النتائج المخيبة، وقطع شوطا كبيرا نحو ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه خارج ملعبه على لايبزيغ الألماني 2-صفر الثلاثاء في ذهاب ثمن النهائي. وأقيمت المباراة في بودابست عوضا عن ألمانيا بسبب القيود المفروضة على الزائرين ضمن مسعى السلطات لتجنب تفشي نسخة متحورة من فيروس كورونا، وقد نجح ليفربول في تحقيق نتيجة مثالية قبل استضافة لقاء الإياب على ملعبه في العاشر من الشهر المقبل، وذلك بفضل هدفي المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه اللذين سجلا الهدفين في الشوط الثاني. ودخل فريق المدرب الألماني يورغن كلوب اللقاء على خلفية ثلاث هزائم متتالية في الدوري الممتاز، فيما لم يفز سوى في ثلاث من آخر 11 مباراة في جميع المسابقات من دون احتساب لقاء الثلاثاء الذي كان الأول بين بطل إنكلترا والفريق الذي حقق المفاجأة العام الماضي بوصوله حتى نصف النهائي قبل الخروج على يد باريس سان جرمان الفرنسي. وفي طريقه الى مواجهة "الحمر" في ثمن النهائي، أطاح لايبزيغ بقيادة مدربه الشاب يوليان ناغلسمان (33 عاما) بغريم ليفربول المحلي مانشستر يونايتد بالفوز عليه في الجولة الأخيرة من الدور الأول، بعدما أطاح أيضا بالفريق الإنكليزي الآخر توتنهام من الدور ثمن النهائي. ويعاني ليفربول من كثرة الإصابات التي حرمته من خدمات الهولندي فيرجيل فان دايك والسنغالي جويل ماتيب وجو غوميز في الدفاع، والغيني نابي كيتا والبرازيلي فابينيو في الوسط الدفاعي، والبرتغالي ديوغو جوتا في الوسط الهجومي. وانضم الى هؤلاء لاعب الوسط جيمس ميلنر الذي أصيب في الشوط من مباراة السبت ضد ليستر سيتي (1-3)، ما منح الإسباني تياغو ألكانتارا فرصة اللعب أساسيا ضد لايبزيغ خلف ثلاثي الهجوم المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبرتو فيرمينيو، فيما شغل جوردان هندرسون مركز قلب الدفاع غير المعتاد عليه، بجانب الوافد الجديد التركي أوزان كاباك. وفي الجهة المقابلة ومع غياب المهاجم السويدي إميل فورسبرغ بسبب الإصابة، منح ناغلسمان الإسباني داني أولمو فرصة اللعب أساسيا في الوسط، فيما عاد قلب الدفاع الفرنسي دايو اوباميكانو الذي أ عل ن الأحد رسميا عن انتقاله الى بايرن ميونيخ الصيف المقبل، الى التشكيلة بعدما جلس على مقاعد البدلاء ضد أوغسبورغ (2-1) الجمعة في الدوري المحلي. بدأ الفريقان اللقاء بقوة وكان لايبزيغ قريبا جدا من مباغتة الحارس البرازيلي أليسون لكن القائم تدخل في وجه رأسية أولمو بعد عرضية من مواطنه أنخيلينيو (5). وانتظر ليفربول حتى الدقيقة 15 لتهديد المرمى الألماني بمحاولة لصلاح الذي اصطدم بتألق الحارس المجري بيتر غولاتشي، ثم انتقل الخطر الى الجهة المقابلة حيث اضطر أليسون للتدخل في وجه محاولة النمسوي مارسيل سابيتسر (17). وكان ليفربول قريبا جدا من افتتاح التسجيل عندما مرر الاسكتلندي اندرو روبرتسون الكرة الى مانيه الذي اصطدم بخروج غولاتشي من مرماه، لكن الكرة عادت الى روبرتسون الذي حاول تسديدها "ساقطة" فارتدت من أعلى العارضة (32). وانتهى الشوط على نتيجة التعادل السلبي، ثم بدأ لايبزيغ الثاني ضاغطا وحصل على فرصة عبر الفرنسي كريستوفر نكونكو تصدى لها أليسون ببراعة (47)، ثم دفع الفريق الألماني ثمن خطأ من سبيستر في إعادة الكرة لزميله لوكاس كلوسترمان، فخطفها صلاح وأودعها بعديا عن متناول غولاتشي (53) ليسجل هدفه الرابع والعشرين في جميع المسابقات هذا الموسم. ولم ينتظر ليفربول طويلا لتوجيه ضربة قاسية أخرى لمنافسه من هجمة مرتدة وصلت عبرها الكرة الى مانيه، فحاول الفرنسي نوردي موكييل اعتراض الكرة لكنه أخفق في تدخله ما سمح للسنغالي في الانفراد بغولاتشي وتسجيل الهدف الثاني لفريق كلوب في غضون خمس دقائق (58). وحاول لايبزيغ جاهدا العودة الى اللقاء وتحجيم الأضرار وحصل على عدد من الفرص للتسجيل لكنه لم يستغلها، لينتقل بالتالي الى "أنفيلد" وهو أمام مهمة شاقة جدا.