بانتظار الكشف عن لائحة مستفيدين موسعة من لقاح كورونا، بعد تحديد الفئات المستهدفة خلال المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19، عرفت الصفحات والمجموعات النسائية على مواقع التواصل، تداول العديد من الاستفسارات حول إمكانية الاستفادة من اللقاح للحوامل وطبيعة المخاطر التي تتهدد الحوامل خلال الجائحة وغيرها من الأسئلة التي تحظى بحساسية خاصة بالنسبة لنساء يعشن قلق الحمل والخوف على أجنتهن من تداعيات الجائحة. في الحوار التالي حملنا بعض الأسئلة للبروفيسور خالد فتحي، أستاذ بكلية الطب وباحث في قضايا الصحة، الذي رفع الالتباس حول عدد من الاستفسارات والتخوفات بين صفوف الحوامل والمقبلات على الحمل. أثار إستبعاد الحوامل من لائحة اللقاح تساؤلات حول الأسباب، هل لكم بروفيسور أن توضحوا لنا الأمر خاصة أن البعض يرى أن استفادة الحوامل قد تكون دليلا إضافيا بأن اللقاح أكثر أمانا؟ - أولا اللقاح لازال بكميات محدودة. وما لدينا يكفي فقط لمليون وربع مواطن.المعايير التي تم اعتمادها تقوم على السن مضافا إليه إمكانية التعرض للإصابة بسبب الوباء.الأطر الصحية تلقيح بداية من 40 سنة، بينما الأطر الأخرى بداية من 45 سنة والشيوخ بداية من 75 سنة . الحوامل هن في الغالب خارج هذا الهامش من السن .أغلب الحمول تتم قبل 40 سنة .هذا من جهة ومن جهة أخرى لازال تلقيح الحوامل يطرح بعض الأسئلة إضافة لتلك التي تطرح حول اللقاحات نفسها. إذا كنا علميين، الحوامل لم يشاركن في التجارب السريرية لأنه بكل بساطة ذلك غير ممكن مادام يستحيل أخذ الموافقة المتبصرة الجنين.ولذلك لا يمكن لأي شركة لقاح أن تقول أنها تضمن سلامة اللقاح لدى الحوامل بتاتا مائة في المائة .فلا أرقام لديها ولا معدلات. في هذه الحالة وخصوصا أن اللقاح غير متوفر يكون من الأفضل تأجيل الحسم في هذه النقطة إلى حين أن توضح الأمور أكثر. اللقاحات لها تراخيص طارئة للاستعمال ولازالت المرحلة الثالثة من التجارب لم تستكمل مراحلها بعد . في ظل عدم الاستفادة من اللقاح، ما الاجراءات الوقائية التي يتعين على الحوامل الالتزام بها، بانتظار تحقيق مناعة جماعية؟ المطلوب من الحامل التقيد بالاجراءات الحاجزية موضع الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين وتفادي الأماكن المغلقة .لحدود اليوم لا يسجل لدى الحوامل أية خطورة إضافية .وهذا مالاحظناه أيضا في المغرب.فعدد الإصابات قليل في وسط الحوامل كما أن التأثير على الأجنة يكاد يكون منعدما،عدا التسبب في الاجهاض التلقائي خلال الفصل الأول من الحمل بسبب الحمى المرافقة للداء.هناك حالات قليلة موثقة عالميا لإصابة المواليد الجدد.لكنها لحسن الحظ دون خطورة كبيرة. اعتقد أن الحمل الذي يكون مرافقا مع بعض الأمراض الأخرى المصاحبة له، كالسكري وارتفاع الضغط يستدعي أن نكون أكثر حرصا على االتدابير الوقائية. في هذه الحالة بعض الدول التي لها وفرة في اللقاحات تركت للطبيب تقدير مخاطر التلقيح من عدمه .وتقرير تلقيح الحامل أم لا.إذن الأمر غير محسوم بشكل واضح .وفي المدى القريب ستكون هناك خلاصات بخصوص كل اللقاحات . ومع ذلك فعدم السماح بتلقيح الحوامل ليس مطلقا .بل للطبيب السلطة التقديرية للموازنة بين أضرار التلقيح المحتملة و منافعه.وبالتالي يمكن له أن يبيح للحامل التلقيح إذا اعتبر ذلك في مصلحته.الدراسات حول الحوامل ستخرج للوجود قريبا جدا. بالنسبة للنساء حديثات الولادة، هل يمكنهن الاستفادة من اللقاح اذا لم يكن مرضعات؟ - بالطبع يمكن للمرأة التي ولدت أن تلقح نفسها .إذ لمجرد الولادة خصوصا إذا لم يكن هناك إرضاع ،تخضع المرأة لنفس المعايير التي يخضع لها الآخرون. يجب فقط استبعاد موانع التلقيح الأخرى. هناك نساء يعانين من صعوبة في الحمل ويخضعن لعلاجات مطولة من أجل إنجاح الحمل، هل يمكنهن الاستفادة من اللقاح أيضا؟ - النساء اللواتي يجدن صعوبة في الوقوع في الحمل يمكنهن التلقيح،إلا في حالة ما إذا كن في دورة لتنشيط المبايض في إطار الإنجاب المدعوم طبيا في هذه الحالة يستحسن عدم الخضوع للتلقيح نظرا لإمكانية الوقوع في الحمل. وذلك لحين توضح الأمور.