فيما تسارع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والفرق العلمية والتقنية ، تسارع الزمن للكشف عن ملابسات وظروف وقوع الجريمة البشعة لحي الرحمة التي أودت بست ضحايا، لازال الغموض وتضارب الروايات يحوم حول الحادث المروع . وبهذا الصدد شدد بعض أقارب الضحايا على " انتظار الأبحاث والتحقيقات التي تقوم بها المصالح الأمنية بحرفية وطرق علمية للكشف عن كل تفاصيل ما وقع ومن يقف وراءه دون إصدار اتهامات مجانية" وطالبت إحدى قريبات الضحايا " بالكف عن إصدار اتهامات دون سند ولا دلائل واستباق نتائج التحقيقات الأمنية التي نثق فيها ، واعتبرت الاتهامات الموجهة لإبن الأسرة الهالكة صادمة وغير مقبولة ، وهو الذي هلك بدوره في الجريمة حاملا جروحا بعنقه" مضيفة " هل يجرؤ ابن على قتل رضيعه الذي لم يكمل اربعين يوما وزوجته النفساء !؟ ..وهو المعيل لأبه العسكري المتقاعد وأمه المريضة..؟" ..وذلك ردا على بعض الاخبار الشائعة التي " لم تستبعد وقوف الابن وراء الجريمة ، حيث لم يلاحظ اي كسر للنوافذ والأبواب في المنزل.." وهي شائعة لا تستند لدليل تقني أو علمي !؟. من جهة أخرى طرحت قريبة أخرى " فرضية وجود عصابة وراء الجريمة ، والتي بدأت اعتدائها البشع بقتل الحارس قبل تنفيذ مخططها المشين" هذا فيما طالب العديد من أعضاء أسرة الهالكين عدم إصدار اتهامات دون حجة وترك الأمن والقضاء يقوم بعمله بكل مسؤولية وحرفية ، معبرة عن ثقتها في توضيح ملابسات هذا الجرم البشع الذي تجاوز الحدود في وحشيته والذي لا يمكن أن يصدر إلا عن أشخاص بدون حس إنساني وفاقدي الوعي تماما بالمخدرات القوية وبدافع حقد دفين .. وخلفت الجريمة ندوبا وجروحا عميقة في نفسية ذوي الضحايا والجيران وكل المواطنين الذين استنكروا بشدة وبكل قوة هذه الجريمة غير المسبوقة وطالبوا بانزال أشد العقوبات على مقترفها أو مقترفيها دون استبعاد أية فرضية ..! وفور وقوع الجريمة ، فتحت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بسلا، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، صباح اليوم السبت، وذلك لتحديد ظروف وملابسات اكتشاف جثت ستة أشخاص من عائلة واحدة، من بينهم رضيع وقاصر، وهم يحملون آثار جروح وحروق من الدرجة الثالثة. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن ضباط الشرطة القضائية وخبراء مسرح الجريمة كانوا قد انتقلوا لمنزل بحي الرحمة بمدينة سلا، لمباشرة المعاينات المكانية والخبرات التقنية بسبب اندلاع حريق في مشتملات المنزل، قبل أن يتم اكتشاف جثت خمسة أشخاص من عائلة واحدة تحمل آثار جروح ناجمة عن أداة حادة وحروق بليغة بسبب اندلاع النيران التي يشتبه في كونها ناتجة عن مادة سريعة الاشتعال، في حين تم نقل شخص سادس من نفس العائلة للمستشفى بعدما كان في حالة اختناق قبل أن توافيه المنية. وأضاف البلاغ أن المعاينات الأولية تشير إلى انعدام أية علامات بارزة للكسر على أبواب ونوافذ المنزل المكون من طابقين، والذي يتوفر على كلبين للحراسة في سطح المنزل، في حين لا زالت عمليات المسح التقني متواصلة بمسرح الجريمة من طرف تقنيي الشرطة العلمية والتقنية وضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بغرض تجميع كل العينات البيولوجية والأدلة المادية والإفادات الضرورية لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.