حكام الجزائر العسكريون وصنيعتهم جبهة البوليساريو مستمران في الاستفزازات، ونشر أخبار حرب وهمية في منطقة الصحراء المغربية. حرب إعلامية متواصلة تقوم على اختلاق الوقائع والترويج لوهم قصد التنفيس عن مواجهتهم لانتصارات المملكة المغربية بخصوص قضيتها الوطنية. الاستفزازات تتجاوز المعقول إلى درجة تقديم مواد إعلامية مفبركة بإخراج رديء في محاولة لتوهيم الرأي العام بكون المنطقة في حرب ضروس. منذ العملية النوعية، التي قام بها المغرب في معبر الكركرات وطرد المخربين وقطاع الطرق منه، وتأمين حركة المرور بالمعبر، تضاعفت الآلة الإعلامية الجزائرية في نشر الكذب والبهتان وتصوير المنطقة في وضع غير آمن، وهو ما يكذبه الواقع حيث سلاسة حركة المرور من معبر الكركرات واستتباب الأمن في كل الأقاليم الجنوبية المغربية بشكل تام وشامل. الجزائر وصنيعتها لم يستوعبا تواصل فتح تمثيليات ديبلوماسية دولية في العيون والداخلة، وكذا اعتراف أكبر دولة في العالم بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، إضافة إلى التوجه الدولي، الذي يدعم مقترح المملكة المغربية في مجلس الأمن المتمثل في الحكم الذاتي كسقف لا يمكن تجاوزه. الجزائر تبين لها أنها خسرت الرهان، وأن ما استثمرته في جبهة البوليساريو على مدى قرابة نصف قرن ضاع أدراج الرياح لهذا تواجه الوضع بالتهديد بالحرب وباختلاق الوقائع ببلادة في أحيان كثيرة. قبل أيام نشرت الصحافة المقربة من عساكر الجزائر تهديدات صريحة بشن حرب خراب في المنطقة، وهو الأمر الذي يروجه عدد من المتدخلين بالقنوات الجزائرية والغربية من كون الوضع يسير نحو تصعيد خطير في المنطقة. جبهة البوليساريو أغلقت مخيمات لحمادة بدعوى إحصاء الرجال المقاتلين والقيام بإخضاعهم لتداريب عسكرية استعدادا للقتال. ما تقوم به الجزائر وصنيعتها هو رد فعل نزق على ما بلغه ملف الصحراء المغربية من تطور إيجابي، خصوصا مع الاستعدادات الجارية لاستثمارات تقوم بها عدة بلدان في المنطقة. هذا الأمر لا تستسيغه الجزائر التي ما زال حكامها يحملون تصور الحرب الباردة وحلم الريادة في المنطقة، وهو ما لن يتسنى لهم خصوصا مع التنمية التي يشهدها الاقتصاد المغربي والمجتمع على حد سواء، في مقابل وضع سياسي واجتماعي متردي في الجزائر. الاستفزازات المتواصلة لحكام الجزائر تواجهها رغبة مغربية في السير قدما إلى الأمام في التنمية بمباركة دولية وبشرعية وعدالة القضية المغربية. غير أن هذه الاستفزازات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية فالمملكة المغربية تملك من الحلول الشيء الكثير وعلى الجارة الشرقية أن تعرف جيدا أن المغرب في صحرائه ومستعد للدفاع على وحدته الترابية بكل الوسائل وبكل الأشكال. لقد اشتغلت الديبلوماسية المغربية بجهد وصدق وإخلاص في تعريف المجتمع الدولي بجوهر النزاع المفتعل في الصحراء. والمجتمع الدولي اقتنع بعدالة القضية المغربية. من هذا المنطلق على حكام الجزائر أن يعوا جيدا بأن ما يروجون له لن ينقص من عزيمة المغاربة في الالتفاف حول قضيتهم والدفاع عنها بأي شكل من الأشكال. كما أن المملكة المغربية تمتلك ما يكفي من القوة العسكرية لوقف أي تهديد مهما كان...