حالة من الغضب والاستياء تسود في أوساط شباب جماعة تكزميرت، بإقليم طاطا، بسبب غياب مناصب الشغل وحالة الهشاشة التي تعرفها المنطقة، في ظل انسداد الأفق في منطقة تعد من أفقر مناطق المملكة. حالة الغضب هذه، وكما أكدت مصادر من المنطقة، زادت من حدتها حالة البيروقراطية وغياب التدبير الجيد، ما وقف حجرة عثرة في وجه عدد من الشباب الذي قرر الاستجابة للدعوات الملكية، والإقدام على التقدم بمشاريع خاصة، قد تساهم في خلق مناصب شغل ترفع عنهم حالة البطالة. عشرات الرسائل توصل بها الموقع، تكشف كيف أن القائمين على الشأن العام، هم من يرفض الاستجابة للتعليمات الملكية، ولايقدمون أدنى مساعدة لحل مشاكل الإقليم،بينما يتعمدون خلق العراقيل وممارسة البيروقراطية في أبشع صورها، مساهمين عن عمد في زيادة الاحتقان في صفوف الشباب. الرسائل التي توصل بها الموقع، عبارة عن طلبات من شبان بالمنطقة موجهة للنائب عن الأراضي السلالية لكل من دوار اكلكال ودوار اقاازنكاض، تطالب بالاستفادة من قطع أرضية فلاحية، يلتزمون فيها بتنفيذ مشاريع فلاحية، والمساهمة في توفير مناصب الشغل، وتحسين وضعية الساكنة، وبالخصوص المرأة القروية. وفيما كان ينتظر الجميع أن تتم مباركة هذه الطلبات وتشجيعها،تفاجأ طالبوها بإهمالها، وركنها في الأدراج لأشهر طويلة، رغم التذكير المتكرر للنائب عن الأراضي السلالية، والذي ظل يتجاهلها متعمدا، وفق رسائل شباب المنطقة. هذا التجاهل دفع ببعض المتقدمين بمشاريع فلاحية، لطرق باب الباشا وكذا عامل الإقليم، والذين كان جوابهما أن الجهة المخولة للرد على هذه الطلبات هي الجماعة السلالية، ليظل هؤلاء عالقين، في انتظار أن تصل أصواتهم لجلالة الملك من أجل تفعيل مضامين خطابه في تشجيع الشباب على خلق المقاولات. الشباب المشتكون من هذا التماطل، أكدوا بالمقابل أن الرفض الذي تواجه به طلباتهم لخلق مشاريع فلاحية ، يختفي أمام بعض الجهات من خارج المنطقة، بالإشارة إلى أن طلبات بعضها من العاصمة الرباط، تم تلبيتها ورخص لأصحابها بالاستفادة من قطع فلاحية، في حين منع أبناء المنطقة، مطالبين بفتح تحقيق في الموضوع، وكشف خلفيات هذه العمليات التي تفوح منها روائح الفساد، وتهدد مستقبل شباب المنطقة ، الذي أصبح حلمه هو الهجرة بحثا عن لقمة عيش.