في ظل الأسئلة المعلقة التي ترافق نقاش تأخر حصول المغرب على اللقاح المضاد لكورونا، وما رافق ذلك من انتقادات لاذعة لتدبير وزارة الصحة، فضل البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، زرع جو الأمل، مؤكدا أن تعثر بداية حملة التلقيح يرتبط بالضغط العالمي الكبير على اللقاحات نظرا للتفاوت بين العرض و القدرة العالمية المحدودة للتصنيع، كما انتقد الرجل بعض التعاطي الذي يقلل من الكفاءة المغربية المشرفة على الملف، والقراءات التهجمية التي تغفل عدد من المعطيات البعيدة عن التمحيص العلمي. واعتبر الإبراهيمي أن غياب التواصل يمهد الطريق للتشكيك والخوف من المجهول، مؤكدا من منطلق المعطيات التي يملكها كرجل ميدان، أن المغرب بقي و سيبقى وفيا لهاته المبادئ و التي تحدد اقتناءه للقاحات وتطعيم مواطنيه بشكل جماعي، مضيفا أن " جميع اللقاحات التي يقتنيها المغرب أو يمكن أن يقتنيها في المستقبل ستستجيب إلى المعايير والضوابط العلمية والطبية والصيدلية والقانونية المعمول بها على مستوى العالم و الموثقة في توصيات منظمة الصحة العالمية. ورغم كل التشكيك الذ يصل بعض الأحيان إلى "التخوين و العمالة" فإن مديرية الأدوية والصيدلة و اللجنة الاستشارية للترخيص في حالة الطوارئ تتمسك و ستتمسك بالثوابت "المقدسة" التي تؤطر عملية الترخيص للأدوية واللقاحات ببلادنا و التي ترتكز على السلامة والأمان والنجاعة والفعالية والجودة في التصنيع و اليقظة الدوائية الموازية. وانتفض الإبراهيمي في وجه لغة التشكيك في وطنية اللجان العلمية،مفضلا تقاسم عدد من المعطيات في تدوينة له على حسابه الفيسبوكي أمس الأحد 17 يناير، لرفع الالتباس حول وضعية اللقاحات بالمغرب، حيث أشار أن شركة سينوفارم قدمت ملفها للترخيص و هو قيد التداول بين مديرية الأدوية والصيدلة و اللجنة الاستشارية للترخيص في حالة الطوارئ، مؤكدا أن هذا اللقاح لن يرخص له إلا إذا كانت كل بيانات تجاربه السريرية مرفوقة بالملف و استكماله لكل المعايير. وفيما يخص شركة أسترا زنيكا، أوضح الإبراهيمي أنه لأول مرة في تاريخ المغرب يتم الترخيص للقاح في إطار إجراء الطوارئ العالمي. و هكذا و بعد دراسة مستوفية لكل بيانات الملف المطروح من طرف شركة أسترا زينيكا و تمحيص الأبحاث المنشورة و ملف ترخيصه ببريطانيا و الهند، رخص للقاح من طرف الوزارة الوصية، مؤكدا أن اللقاح قيد الشحن بغض النظر عن الوقت الذي سيصل فيه للمغرب. وأضاف الإبراهيمي أن هناك اقتراح باقتناء لقاح جونسون & جونسون الذي سينهي تجاربه السريرة في شهر فبراير، مع التفكير في اقتناء لقاحات "موديرنا" التي يمكن تخزينها و توزيعها بمجهود وطني بسيط.