هناك تكهنات متشائمة بشأن مستقبل الصحف الورقية في هذا العصر الرقمي . ربما هذا الذي شجع ما يعرف الآن " الكشك الرقمي" الذي وصل إلى المغرب ، من خلال تجربة فريدة عبر موقع "كالبين" (Kalpin). سأعود إلى هذه التجربة. على الرغم من التكهنات المتشائمة، هناك بعض الأخبار السارة للصحف الورقية ، لكن تحقيق ذلك يرتبط بتحسن المحتوى وتطوير قنوات التوزيع ، بدلاً من الأسلوب المتبع حالياً، إي توزيع الصحف على الأكشاك ، وانتهى الأمر، إذا طلبت اشتراكاً، يكون الجواب: الصحيفة في الكشك. أي على غرار نكتة : "وسقطت الطائرة في الحديقة ". تقول دراسة جديدة إنه قبل عقدين لم يكن المراهقون يقرؤون الصحف الورقية ، لكن المرهقين حالياً الذين تتراوح أعمارهم ما بين العشرينيات والثلاثينيات، خاصة في أوربا وأميركا، يبحثون عن المعلومات ، ليس فقط في الشبكات الاجتماعية، بل عادوا يبحثون عنها في الصحف الورقية، خاصة تلك التي تعتمد على أسلوب الصحافة الاستقصائية وأفضل نماذجها حاليا صحف " نيويورك تايمز" "وول ستريت جورنال " "واشنطن بوست" "لوس أنجلوس تايمز" في أميركا "الغارديان " في بريطانيا ومجلة "دير شبيغل" في ألمانيا. كانت التوقعات في أميركا تقول في عام 2013 إن الصحف الورقية ستندثر بعد خمس سنوات، أي في عام 2018 ،لكن الذي حدث أنه بسبب موجة "الأخبار الزائفة" (Fake News) ارتفعت مبيعات الصحف الورقية في أميركا بنسبة بلغت 27 بالمائة في بعض الأحيان. وفي الوقت نفسه ، في زمن "الأخبار الكاذبة"، تعد المجلات المصدر الإخباري الأكثر ثقة ، وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة "كانتار" عام 2017، فإن 72بالمائة من شملهم الاستطلاع يثقون بالمجلات ، في حين قال 33 بالمائة أن الشبكات الاجتماعية "توفر لهم أخبارًا يمكن الوثوق بها". أبانت الاستطلاعات أن المراهقين اليوم يهتمون بالأخبار أكثر من أي جيل مراهق سابق. إنهم يفهمون أكثر من أولئك الذين جاؤوا من قبل،إن ما يحدث حول العالم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياتهم.بعض منهم تعززت ثقته في الصحف الورقية وأصبحوا يذهبون إليها للحصول على المعلومات. بل أن كثيرين من هذا الجيل في المغرب اتجهوا لدراسة الصحافة ، متأثرين بهذه الموجة وبدت لهم مهنة الصحافة جذابة ، إلى حد أن عدد المعاهد الصحافية تجاوز العشرين مؤسسة، دون الحديث عن الكليات. أختم بالعودة إلى موقع "كالبين" ، يوفر هذا الموقع معظم الصحف المغربية اليومية والأسبوعية في صيغة بي دي إف (PDF) إضافة إلى صحف ومجلات دولية ، بحيث يمكن للقارئ الاطلاع على جميع الصحف من هاتفه المحمول أو الحاسوب، لقاء اشتراك زهيد. الآن التكنولوجيا تبحث عن الورق.