في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات الأسر المستاءة من تجربة التعليم عن بعد، التي شكلت خطوة استثنائية واضطرارية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وهي الأصوات التي عبرت عنها الفرق النيابية مجددا اليوم الاثنين 04 يناير، خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، مشيرة إلى تكريس التعليم عن بعد للفجوة بين العالمين القروي والحضري، والتعليم الخاص والعمومي، وعدم توفر الأدوات اللازمة، وعجز الأساتذة عن مجاراة التقدم التكنولوجي، كان لوزير التربية الوطنية مسار آخر اعتمادا على دراسات "مريحة" احتفت بتجربة التعليم عن بعد!! وزير التربية والوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، قال أن التقييم الذي أنجزته المفتشية العامة للوزارة، والذي هم 20 ألف مشارك من أسر المتعلمين، خلص أن التعليم عن بعد أسهم في تحسين الصورة الجماعية للمدرسة والمدرس،كما شكل دينامية للمنظومة التربوية، كما أن الوزارة أطلقت استطلاعا للرأي عرف مشاركة 100 ألف شخص، أوضحت نتائجه والعهدة على الوزير، أن 71 في المائة من المتعلمين عبروا عن ارتياحهم لتجربة التعليم عن بعد، وهي حصيلة حسب عبارة الوزير، "إيجابية ومحفزة لتجربة غير مسبوقة". وفي الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المنتقدة للتجربة، خلص أمزازي أن الوقت قد حان لمأسستها من أجل مدرسة عن بعد وجامعة افتراضية، كما تحدث أمزازي عن خطوات وزارته لإنجاح رقمنة العملية التعليمية عن بعد باعتبارها مكملا للتعليم الحضوري، وذلك من خلال توفير موارد رقمية، وتكوين الأساتذة،توفير منصات التعليم، تسهيل الولوج للمنصات بدون أنترنيت، بث الدروس عبر قنوات تلفزية، توزيع مليون كراسة للمراجعة مجانا بالعالم القروي، تخص اللغة العربية والفرنسية والرياضيات، توزيع 10 آلاف لوحة الكترونية داخل المناطق القروية والمهمشة، كما أكد أمزازي أن خصاص الأنترنيت في القرى ليس مسؤولية وزارته. لكن يبدو أن جواب أمزازي لم يكن مقنعا للفرق البرلمانية التي أعادت على مسامعه ما عانته الأسر خلال فترة الحجر، كما تساءل الفريق الاستقلالي عن سبب مسارعة الأسر إلى اختيار التعليم الحضوري لأبنائها بدل التعليم عن بعد رغم المخاطر، معتبرين أن خيارهم يناقض ما جاء في كلمة الوزير ونتائج وزارته، كما تساءل الفريق عن طبيعة التكوين الذي تلقاه الأساتذة وفق ما جاء على لسان الوزير، في الوقت الذي كشفت فيه الممارسة الميدانية صعوبة تعامل الاطر التربوية مع وسائل التواصل الحديثة، الى جانب الاعتماد على هواتفهم الخاصة في ظل غياب معدات لتسهيل عملية التدريس. فريق الأصالة والمعاصرة انتقد بدوره عملية التعليم عن بعد، التي ساهمت في تعميق الفجوة بين العالم القروي والحواضر، مذكرين أن أبناء القرى يجدون صعوبة خلال التعليم الحضوري، وأنهم خارج سياق الحديث عن حصيلة التعليم عن بعد، كما أن الحواضر عرفت استعمالا تقليديا ومحدودا للتكنولوجيا، مما جعل من التجربة خطوة خارج الزمن الأكاديمي والرقمي.