خلال بث برنامج ضيف التحرير على قناة ميدي 1 تيفي، حلّ جبران الركلاوي المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جنوب المملكة ضيفا على البرنامج في بث مباشر من مدينة العيون، و ذلك بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة، استعرض خلالها المدير العام مجموعة من الانجازات منذ انطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975 الى يومنا هذا، شكلت إقلاعا اقتصاديا بإشراف جلالة الملك محمد السادس، خلقت اقلاعا تنمويا و اقتصاديا عزّز من حضور الأقاليم الجنوبية محليا وإقليميا ودوليا، و اشار في حديثه من باب الانصاف ان الوكالة لم تقم وحدها بهذا الدور التنموي لوحدها، بل ساهم في ذلك كل الفاعلين التنمويين في المنطقة بحيث تجاوزوا صعوبة المناخ و التضاريس و قساوة الجو من أجل تحقيق طموحات جلالة الملك وإسعاد رعاياه في هذه الربوع من المملكة، و سيتم تعزيز هذه الانجازات بشكل أوفر، عبر إحداث قطب جامعي سيتم إحداثه في إطار النموذج التنموي الجديد الذي يتضمن مشاريع مهيكلة حيث يصل المبلغ المالي المخصص لها 88 مليار، 44 مليار منها خصصت لجهة العيون الساقية الحمراء و ذلك لإنجاز 270 مشروع . و بخصوص البنية التحتية للطرق، أشار مدير وكالة الجنوب أن انجاز الطريق السريع الأطلسي الذي يمتد من تيزنيت إلى الداخلة ويبلغ طوله 1111 كلم، سيمكن من ولوج السلع والأشخاص والاستثمارات وسيساهم في تعزيز البنى التحتية في الأقاليم الجنوبية، كما عرج في حديثه التلفزيوني على البعد المؤسساتي، الذي من شأنه ان يرتبط بالجهوية الموسعة والفاعل الأساسي والمحرك الأساسي للتنمية فيه على مستوى الأقاليم الجنوبية هم المجالس المنتخبة عن الجهات، باعتبارها الممثل الشرعي للساكنة و تحدد البرامج و تسهر على تتبعها وانجازها بوجود مؤسسات الدولة و من ضمنها وكالة الانعاش والسلطات العمومية والإدارة الترابية والقطاعات الوزارية. و في موضوع الدبلوماسية، اكد الركلاوي في حديثه للبرنامج، ان افتتاح القنصليات هو مكسب كبير و تتويج للمجهودات الكبيرة التي قام بها مهندسو الدبلوماسية المغربية وذلك برعاية القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث أن رؤية جنوب جنوب هي التي مكنتنا من الوصول إلى عمقنا الإفريقي من خلال تجسيد واقعية التعاون بين المغرب ودول جنوب الصحراء، كما شكر مدير وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية دولة الأمارات باعتباره مواطنا مغربيا اولا ثم كمسؤول إداري، مؤكدا على أن ما فعلته الإمارات العربية المتحدة هو امتداد للعلاقات العميقة التي تربط البلدين الشقيقين و سيكون فرصة سانحة لمزيد من التعاون في عدة ميادين. و فيما يخص المناطق الصناعية التي تشهد دينامية مهمة فقد إستدل الركلاوي بالمنشأة الصناعية ببوجدور، اذ تشهد المناطق الصناعية اقبالا مهما واستثمارات متعددة على حد تعبيره وذلك ضمن استغلال الطاقات المتجددة، مضيفا أن المواطن في صلب الاهتمامات النموذج الاقتصادي الجديد، حيث أكد أن المنتوج الداخلي الخام للفرد في المنطقة يصل 90880 وهو الأول في المغرب وهذا دليل على وجود دينامية اقتصادية نشيطة. و بخصوص مشكل انقطاع الماء بشكل متكرر، اوضح المدير العام أن المنطقة كانت من أبرز ضحايا التغير المناخي، فأثر عليها ذلك بشكل واضح وخاصة ندرة المياه التي وصفها جبران الركلاوي بأم الاشكاليات، وأكد أن السلطات العمومية من خلال القطاعات المختصة تقوم بتقديم حلول ناجعة من خلال استعمال تحلية مياه البحر أو المياه العادمة، و تشرفت الجهات الجنوبية بتدشين جلالة الملك نصره الله وحدة لمعالجة المياه العادمة من الجيل الثاني بجهة الداخلة حيث أشار المدير العام أنه سيتم استغلال هذه الاكراهات و تحويلها إلى فرص لإنتاج الثروة في هذه الأقاليم. كما تطرق في حديثه الى موضوع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، و اكد على هذا الصعيد على أن: " السلطات العمومية والمنتخبون و الوكالة كفاعل تقوم بدعم وانجاز مجموعة مشاريع لتحسين الدخل بالنسبة للفئات الهشة من الشباب والنساء في إطار برامج صديقة للبيئة سواء تعلق الأمر بالطاقات المتجددة أو تقنيات واستغلال المياه لأنه كلما وفرنا مستوى من الدخل يخف الضغط على المحيط الايكولوجي ونكون ساهمنا بطريقة غير مباشرة في مواجهة هذه المتغيرات المناخية"، و يضيف على ان الخدمات والحق في الولوج للخدمات هو ثمرة لمجهودات كل القطاعات و كل الفاعلين، و جاءت جهة العيون الساقية الحمراء في المرتبة الأولى بالنسبة لسنوات التمدرس وهي الجهة الأقل نسبة للأمية على المستوى الوطني وهي الجهة الثانية على المستوى الوطني في ما يخص محاربة الفقر حيث شكل معدل الفقر 1.7 والمعدل الوطني هو 4.5. و في ختام حديث المدير العام السيد الركلاوي، اكد على أن نسبة الولوجية إلى الخدمات الأساسية من كهرباء وماء صالح للشرب وتطهير سائل وغيره من الخدمات، تبوؤ هذه الجهات الثلاث الى المراتب الأولى وطنيا، و هو ما يظهر جليا للناظر فور وصوله لمنطقة الجنوب.