باريس, 15-9-2020 (أ ف ب) - أقر النجم البرازيلي نيمار أنه "تصرفت كالأحمق" بنيله بطاقة حمراء في الثواني الأخيرة من "كلاسيكو" الدوري الفرنسي الذي خسره فريقه باريس سان جرمان على أرضه الأحد أمام غريمه مرسيليا (صفر-1)، لكنه شدد على ضرورة وضع حد للعنصرية في ملاعب كرة القدم. ودعا البرازيلي مسؤولي كرة القدم الى بذل جهد أكبر في مكافحة العنصرية بعد اتهامه المدافع الإسباني ألفارو غونزاليس بنعته بالقرد، وهو ما نفاه الأخير. وشهد الكلاسيكو توترا كبيرا بين لاعبي الفريقين أرغم الحكم على اشهار البطاقة الصفراء خمس مرات في الشوط الاول، وتسع في الثاني. وزادت حدة التوتر في الدقيقة السادسة الاخيرة من الوقت بدل الضائع باشتباكات ثنائية بين الأرجنتينيين لياندرو باريديس (سان جرمان) وداريو بينيديتو من جهة، وجوردان أمافي (مرسيليا) ولايفين كورزاوا فطردهم الحكم، الأولان بالبطاقة الصفراء الثانية، قبل أن يطرد نيمار لضربه ألفارو غونزاليس بدون كرة لحظة الاشتباك. وبحسب مشاهد بثتها شبكة "تيليفوت"، اشتكى نيمار بعد نصف ساعة على بداية المباراة إلى الجهاز التحكيمي، مكررا في عدة مناسبات "العنصرية، لا!"، في إشارة إلى مدافع مرسيليا المكل ف مراقبته. ثم قال نيمار للحكم الرابع وهو يترك مستطيل ملعب بارك دي برانس "انظروا إلى العنصري! لهذا ضربته!"، قبل أن يغرد لاحقا على تويتر "أسفي الوحيد عدم ضرب هذا الأحمق في وجهه"، مضيفا في تغريدة أخرى "من السهل أن يظهر فار (تقنية الفيديو لمساعدة الحكام) +عدائيتي+. الآن أرغب في أن تظهر مشاهد العنصري الذي وصفني ب+القرد ابن العاهرة+. أرغب برؤية ذلك! إذا قمت ب+كار يتيليا+ (مراوغة مذل ة للمدافعين) تعاقبونني. لصفعة، أنا أ طرد. وهم؟ ماذا في ذلك؟". وساند سان جرمان أغلى لاعب في العالم، معربا عن "دعمه بقوة"، لكن نيمار أقر مساء الإثنين بأنه سيقبل العقوبة التي من المتوقع أن تكشفها لجنة الانضباط في رابطة الدوري الأربعاء. وقال لاعب برشلونة الإسباني السابق في منشور مطول على إنستاغرام مساء الاثنين "بالأمس تمردت. عوقبت بالبطاقة الحمراء لأني أردت ضرب شخص أساء إلي. اعتقدت أنه ليس بإمكاني المغادرة دون القيام بشيء لأني أدركت أن المسؤولين لن يفعلوا أي شيء، لم يلاحظوا (الاهانة العنصرية) أو تجاهلوا الحقيقة". وتابع نيمار "في رياضتنا، الاهانات، الشتائم جزء من اللعبة، من النزاع. لا يمكنك أن تكون رقيقا . أتفهم هذا الرجل (ألفارو غونزاليس) جزئيا، كل شيء جزء من اللعبة، لكن العنصرية والتعصب غير مقبولين". وتساءل "هل كان يتوجب علي أن أتجاهل ذلك (الإهانة)؟ لا أعرف بعد... اليوم، وبهدوء، أقول نعم، لكن خلال المجريات (ما حصل في اللقاء)، طالبت ورفاقي من الحكام المساعدة وتم تجاهلنا. أقبل عقابي لأنه كان يتوجب علي أن أتبع طريق كرة القدم النظيفة. آمل من ناحية أخرى أن يعاقب الجاني أيضا". ورأى أن "العنصرية موجودة. إنها موجودة، لكن علينا أن نوقفها. لا مزيد (من العنصرية). كفى!". وأضاف "كان الرجل أحمق (ألفارو غونزاليس). لقد تصرفت أيضا مثل الأحمق لأني سمحت له بأن يورطني في ذلك". وخسر سان جرمان، حامل اللقب ووصيف بطل أوروبا، مباراتيه حتى الآن وله ثالثة مؤجلة يخوضها الأربعاء على أرضه ضد متز بعد عودته المتأخرة من المسابقة الاوروبية (وصل الى نهائي دوري الأبطال وخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني)، فيما حقق مرسيليا فوزين من مباراتين. ولم يبق مرسيليا مكتوف الأيدي بل دافع عن غونزاليس الذي نفى بعد المباراة أنه وجهة إهانات عنصرية لنيمار، ناشرا رسالة على موقع تويتر قال فيها "لا مكان للعنصرية. مسيرة نظيفة مع الكثير من الزملاء يوميا. يجب تقبل الخسارة أحيانا والاقرار بها في الملعب. ثلاث نقاط رائعة اليوم. شكرا للعائلة". وأرفق لاعب اسبانيول وفياريال السابق الذي يخوض موسمه الثاني مع مرسيليا، رسالته بصورة له أمام طائرة مع تسعة من زملائه، من بينهم قائد مرسيليا وحارسه ستيف مانداندا، ديميتري باييت، جوردان أمافي وبونا سار. واللاعبون التسعة من أصول ليست بأوروبية. وشدد مرسيليا مساء الإثنين في بيان أن "ألفارو غونزاليس ليس عنصريا. لقد أظهر لنا ذلك من خلال سلوكه اليومي منذ انضمامه الى النادي، وشهد زملاؤه على ذلك". ويمكن للجنة الانضباط في رابطة الدوري التي ستقرر العقوبات، التحقيق في مزاعم نيمار ضد غونزاليس الذي ادعى مرسيليا أنه كان ضحية بدوره بعد أن بصق عليه جناح سان جرمان الأرجنتيني أنخل دي ماريا. وتعهد مرسيليا "بالتعاون الكامل" مع أي تحقيق، وقال إن النادي سيبقى بتصرف لجنة الانضباط. وأي سلوك عنصري قد يؤدي الى عقوبة الإيقاف لعشر مباريات كحد أقصى، فيما يمكن أن يؤدي البصق الموجه الى لاعب آخر الى الإيقاف لست مباريات. ويواجه كورزاوا احتمال إيقافه حتى سبع مباريات بسبب سلوكه العنيف بعد لكمه أمافي.