وصف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، المعارضة، التي تواجه عمل حكومته ب" الفجة"، وقال إنها بعيدة عن أن تكون "بناءة" وإنما هي فقط "مبخسة" بل قد ذهب حد التلميح إلى أنها هدامة و فاقدة للبوصلة، ويسمها الغرور والجهل. وقال العثماني، الذي كان يتحدث بوصفه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في افتتاح الملتقى الوطني ال16 لشبيبة الحزب، مساء الأحد 23 غشت 2020، (قال العثماني) : "قد يكون عمل الحكومة ناقصا، ولكن علينا أن نعترف أولا بالإيجابيات، ثم نبين السلبيات والنقائص، وإذا كانت هناك إمكانية لإعطاء البديل، فهذا هو دور المعارضة البناءة". وزاد العثماني موضحا: "يعارضون بطريقة فجة، ويريدون تغيير الدستور، وتغيير نمط الاقتراع، ويبخسون عمل الحكومة، وهذا التبخيس يسيء إلى الوطن، لأنه يهدم ثقة المواطنين في العمل السياسي". ومتح العثماني من نفس قاموس سلفه، عبد الإله ابن كيران، وهو يقول باستهزاء : "إيلا كانوا عفاريت يديرو حزب ويجيو ينافسونا في الساحة السياسية". وبفوقية متعالية تكاد تنزه حزبه وكذلك بخطاب دعوي أخلاقوي، دعا العثماني شبيبة الحزب ومن خلالها مناضليه، إلى تجاهل الانتقادات والمنتقدين، الذين وصفهم بالجهلة مهما بلغت معارفهم ومداركهم وبالمغرورين. وقال لهم بعدم الرد على الخصوم "إلا بما يليق بكم، وعاملوهم بأخلاقكم ولا تعاملوهم بأخلاقهم، فنحن نتصرف كحزب وطني، وينبغي أن يكون رد فعلنا ساميا وأخلاقيا يراعي مصلحة الوطن". ونبه العثماني أتباعه إلى "احترام الدستور والقوانين والمؤسسات، وعدم استغلال الأزمة الحالية لتجاوز القواعد المنظمة للحياة السياسية". وكذلك، شدد العثماني على شبيبة الحزب قائلا " أريدكم أن تكونوا منصفين لأنفسكم وللآخرين وأن تكون انتقاداتكم منطقية ومنصفة ولا انتقاص فيها للأخر لأنها تعكس أخلاقنا ومبادئنا الحزبية الإصلاحية واتركوا عنكم الغرور". كذلك، وفي كلمته الافتتاحية ،عاد العثماني إلى التحذير من الاستهتار والتراخي في مواجهة كورونا فيروس. ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود لأجل التغلب على الجائحة وتجاوز تداعياتها بأقل الخسائر الممكنة. ونبه العثماني إلى الحاجة إلى "مواجهة بعض الدعوات التي تدّعي بأن الفيروس غير موجود، أو الدعوات التي تقلل منه، أو تلك التي تعتَبر الإجراءات المتخذة مبالغا فيها". وشدد العثماني، كذلك، على الحاجة إلى تكثيف برامج التوعية والتواصل "من أجل إقناع من لم يقتنع بعد بخطورة هذا الوباء". وحث العثماني على ضرورة" الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية منه"، مضيفا "علينا أن نكون واعين بأن الحالة صعبة، ونقوّي الجهود لتجاوزها". وأكد العثماني أن حزبه منخرط في التعبئة الوطنية والنداء الملكي لأجل مجابهة كورونا فيروس ب"نفس وطني فنحن لا نفكر في من يهاجمنا أو ينتقص منا بل نفكر في مصلحة الوطن". وزاد العثماني قائلا :" لا نفكر في الصراعات الجانبية ولانفكر في المشاكل التي يخترعها البعض اختراعا للتشويش بل همنا مواجهة الجائحة فقط . وعلى الحزب أن يكون أول المنخرطين في التعبئة الوطنية وتقوم كل هيئاته الموازية بحملة الالتزام واسعة". وقد أثار العثماني المناسبات الاحتفالية الثلاث، التي شهدها الأسبوع المنصرم وهي حلول السنة الهجرية وعيد الشباب وذكرى ثورة الملك والشعب (20غشت)، داعيا إلى استلهام الدروس منها . وخص العثماني بالذكر ذكرى 20 غشت، التي قال إنها مناسبة زكّت التلاحم بين الملك والشعب. وأضاف العثماني موضحا أنه التلاحم المنقذ، تماما كما عبر عنه الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير وكذا خطابه بمناسبة ذكرى عشرين غشت حين قال إنه (التلاحم بين الملك والشعب) "كان يأتي في مراحل صعبة، ومراحل التحديات، وهو التلاحم الذي كان يمكّن من مجابهة هذه التحديات".