على بعد أشهر قليلة من فصل الخريف، وكذا في ظل التخوفات العالمية من الموجة الثانية لجائحة كوفيد 19، تتحضر وزارة الصحة لموسم الخريف تحسبا للمستجدات المحتملة . وحذر وزير الصحة، خالد أيت الطالب، من استمرار كوفيد19 في الانتشار ومن أن تفشيه ينحسر خلال الأشهر المقبلة مما يهدد السلامة الصحية للأشخاص ذوي هشاشة صحية من المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن. وكشف أيت الطالب، في ندوة افتراضية بعنوان "كوفيد-19"، الأنفلونزا، الهيموفيلس أنفلوانزا نوع "ب"، والبنوموكوك: أهمية اللقاح، أي توصيات؟" تم تنظيمها السبت 24يوليوز 2020، (كشف أيت الطالب) أن وزارته قررت، بالنظر إلى استمرار جائحة "كوفيد 19"، تمكين المرضى المصابين بأمراض مزمنة من اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية، إلى جانب توفير لقاح المكورات الرئوية "البنوموكوك"، الهام والفعال ضد الأنفلونزا وتبعاتها، خلال موسم الخريف المقبل، للمساهمة في الرفع من مناعة هذه الفئة من المواطنين من كل الأعمار. وذلك، في أفق التوصل إلى لقاح فعّال وآمن ضد كوفيد 19. وأعلن أيت الطالب، في هذا السياق، أنه سيتم تزويد المستشفيات بلقاحات الأنفلونزا الموسمية ولقاح "البنوموكوك"خلال موسم الخريف المقبل. ولفت أيت الطالب إلى أن الأنفلونزا الموسمية تقتل سنويا ما بين 250 و650 ألف شخص عبر العالم، في حين تطال عدواها ما بين 3 و 5 ملايين شخص. وفي ذات الندوة الافتراضية، التي نظمت بمبادرة من الجمعية المغربية للعلوم الطبية بتعاون مع وزارة الصحة، أكد الوزير الوصي على صحة المغاربة على أن العودة إلى فرض الحجر الصحي "وارد في أي لحظة وحين " في حال بروز التراخي والتهاون في احترام التدابير الوقائية. وذلك، بالنظر إلى تنامي تفشي الوباء وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس بين المغاربة . وحذر المسؤول الحكومي من أن التهاون والتراخي في احترام التدابير الاحترازية والوقائية من شأنه أن " يشكل فرصة لانقضاض الفيروس على الضحايا الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفاته". وعاد أيت الطالب إلى تجديد ندائه للمواطنين لأجل اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية واللازمة لضمان السلامة الصحية للجميع. وشدد أيت الطالب على أن الرهان الآن هو التمكن من التكفل بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وتأمين استمرارية الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة في مختلف المؤسسات الصحية، العمومية منها والخاصة، التي قال إنه"يجب ألا تتوقف بأي شكل من الأشكال تفاديا لكل انتكاسة وتبعات وخيمة غير مرغوب فيها"على حد تعبير الوزير وذلك، فضلا عن مواصلة مواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كورونا. وخص الوزير بالتحديد الحوامل، والأطفال في مرحلة التطعيم، والمرضى المصابين بالقصور الكلوي، ومرضى السرطان، فضلا عن المرضى، الذين هم في حاجة إلى عملية جراحية في آجال محددة. وأشار أيت الطالب إلى أن التوجيهات الملكية شكلت خارطة طريق في مواجهة الجائحة الوبائية لفيروس "كوفيد-19"، ومكنت المملكة من تفادي سيناريوهات قاتمة، مؤكدا أن الوضعية الوبائية مطمئنة. وأعرب المسؤول الحكومي، في الوقت نفسه، عن الأسف إزاء ارتفاع حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كوفيد19، خلال الأيام الأخيرة. وأبرز، في هذا الصدد، الرفع من عدد اختبارات الكشف المبكر عن الفيروس بشكل كبير للحد من انتشار الجائحة. وأوضح أيت الطالب مجددا أنه تم اتخاذ قرار الرفع التدريجي لحالة الطوارئ الصحية بهدف المساهمة في العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، اقتصاديا واجتماعيا. وهي العودة المشروطة بتقيد كافة المواطنات والمواطنين بالإجراءات الاحترازية و الوقائية، وبالتدابير المسطرة المتمثلة في وضع القناع، والتباعد الجسدي، وغسل أو تعقيم اليدين. وسجل أيت الطالب، في هذا السياق، أهمية هذه السلوكيات الاحترازية، الفردية والجماعية، التي يجب على الجميع احترامها وتطبيقها، أفرادا ومقاولات وإدارات وبمختلف المؤسسات، وفي كل الفضاءات الجماعية المشتركة. إذ اعتبرها "الوصفة الفعلية" للحد من اتساع دائرة انتشار العدوى في انتظار وصول المختبرات العالمية إلى لقاح فعال وآمن. وعاد المسؤول الحكومي إلى التشديد على أن الوضعية الصحية، التي يمر منها المغرب ليست بالسهلة، و تتطلب تظافرا وتكتلا للجهود بين المواطنين ومؤسسات الدولة المختلفة لتحقيق الأمن الصحي للبلاد والحدّ من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد. كذلك، تطرق الوزير إلى الظرفية الاستثنائية التي يتزامن معها الاحتفال بعيد الأضحى لهذه السنة، داعيا المواطنين إلى التحلي بالنضج والمسؤولية من خلال تفادي الزيارات غير الضرورية، والحرص على التباعد الجسدي، وعلى تطبيق التدابير الوقائية في التجمعات العائلية. وفي هذا السياق، قال وزير الصحة إن عيد الأضحى يأتي في" ظرفية استثنائية وعصيبة"، مما يقتضي التحلي بالنضج والمسؤولية، من خلال تفادي الزيارات التي لا تعتبر أساسية وضرورية، ينبه أيت الطالب. ودعا أيت الطالب المواطنين إلى تفادي المصافحة والعناق والتقبيل حين اللقاء بين أفراد الأسرة الواحدة، والحرص على تطبيق التدابير الوقائية في التجمعات العائلية. ولفت إلى أن هذه المناسبة يكون فيها التقارب الجسدي والاجتماعي أكبر، وهو ما يجب الانتباه إليه والحذر منه، لأن أحد أهم السبل الوقائية التي يجب الحرص على التقيد بها لتفادي الإصابة بفيروس كوفيد 19 هو التباعد الجسدي، وفق تحذير الوزير. وكانت الندوة الافتراضية، التي نظمت بمبادرة من الجمعية المغربية للعلوم الطبية بتعاون مع وزارة الصحة، وبشراكة على الخصوص مع جمعية أطباء الأطفال بالقطاع الخاص بولاية الرباط، والجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، والجمعية المغربية لطب الأطفال، والجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، مناسبة لمناقشة مواضيع ترتبط بالتلقيح في هذه الفترة الاستثنائية، التي يجتازها المغرب على غرار باقي دول العالم. إذ ناقش خبراء من المغرب وأجانب مواضيع صحية راهنة متنوعة في ارتباط بالوضعية الوبائية بالمغرب والعالم، والتلقيح ضد فيروس "كوفيد-19" وأيضا لقاحات الأنفلونزا الموسمية.