سعى وزير الصحة، خالد أيت الطالب، إلى بث خطاب مطمئن بشأن التحكم في تفشي كورونا فيروس. وذلك، والمغرب تفصله بضع ساعات على الانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط التخفيف من الحجر الصحي. ودعا أيت الطالب، الذي كان يتحدث بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء 22يونيو 2020 للإجابة عن استراتيجية الوزارة لما بعد الحجر الصحي وتطورات الحالة الوبائية في المغرب، (دعا) إلى عدم تهويل الأرقام والخوف من ظهور حالات إصابات جديدة بالفيروس. وقال الوزير المسؤول عن صحة المغاربة إن البؤر، التي يتم اكتشافها، لا يمكن أن تشكل فزاعة للتخويف والتضخيم بشأن استقرار الوضع الوبائي والتحكم في تطوره. وساق أيت الطالب، في هذا السياق، بؤرة "لالة ميمونة"، بإقليم القنيطرة، و التي سجلت أزيد من 900 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد منذ اكتشاف الحالات الأولى الجمعة الماضي. وأوضح أيت الطالب أن ظهور هذه البؤرة الفلاحية "لا تعكس عدم التحكم في الوضعية الوبائية". وأردف الوزير مؤكدا: "استقرار الحالة الوبائية لا يعني بالضرورة عدم ظهور حالات جديدة". وأكد أيت الطالب قائلا : "حالات لالة ميمونة كلها بدون أعراض". وزاد موضحا "كل الحالات في وضع صحي جيد وليسوا بالإنعاش، وهم يتلقون العلاج الضروري بهدف احتواء الوضع". وزاد الوزير موضحا "خطورة الحالة الوبائية تقاس بالحالات الحرجة، التي تجعل الوضع غير مستقر عندما تتكاثر وإن كان ذلك بنسب قليلة". واستطرد مؤكدا :" عدد الحالات الحرجة قليلة، لا يتجاوز أربع حالات في الإنعاش تستعمل التنفس الاصطناعي". وأصر أيت الطالب، في رده، على موقفه المطمئن رافضا بث الرعب في نفوس المغاربة عبر الترويج لعدم استقرار الحالة الوبائية بسبب ظهور البؤر ومن ثمة ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس. إذ أبرز الوزير أن "الذين يتلقون العلاج في المستشفى الميداني بدون مشاكل (أعراض)، كما أن نسبة التعافي سترتفع في الأيام المقبلة". وأكد أيت الطالب على أن كافة المؤشرات المتوفرة تفيد أن "الوضع مازال تحت السيطرة بشكل عام، مع ضرورة الإبقاء على الحيطة والحذر لكون الفيروس ما يزال موجودا بيننا". وزاد أيت الطالب موضحا أن "إجراءات الحجر الصحي خاصة، والقرارات المرتبطة بتمديده، مكنت من تسطيح المنحنى الوبائي أحيانا كثيرة رغم الارتباك الذي خلّفه اكتشاف مجموعات كبيرة من البؤر بعدد من الجهات". واعتبر الوزير في هذا الصدد أن عدد الوفيات المسجلة بسبب "كوفيد-19" تراجع على مدى أسابيع عدة، واستقر بين صفر وحالتين يوميا، مجددا التأكيد أن "المغرب يتوفر على أحد أدنى معدلات الوفيات على الصعيد العالمي، بنسبة 2.17 في المائة، بعد أن كان قد بلغ 4.2 في المائة في 24 أبريل 2020، في حين يتجاوز معدل الشفاء 80 في المائة". وأبرز أيت الطالب أن "هذه النتائج تعزى إلى استعمال دواء الكلوروكين بعد المصادقة على القرار من طرف اللجنة العلمية والتقنية الوطنية"، مشددا على أن المغرب نجح في اعتماد الإجراءات والتدابير الصارمة والحاسمة على مدى 13 أسبوعا الماضية، التي مكنت من احتواء تطور الوباء واستقرار المنحنى، حيث لم يتجاوز عدد الوفيات 214 حالة، في حين إن بعض الدول سجلت عدد حالات إصابة بالفيروس مماثلة لما سُجّل بالمغرب لكن لديها ما يقارب 4 أضعاف عدد الوفيات مقارنة مع المغرب. وذلك ، وفق تأكيدات الوزير أيت الطالب. وبشأن مستجدات قطاعه بعيدا عن كورونا فيروس، فنبه المسؤول الحكومي إلى ضرورة العمل على إرجاع الثقة إلى المواطن في المنظومة الصحية من خلال تحسين جودة الرعاية الصحية والرفع من جاذبية القطاع، واعتماد قانون وطني للصحة العامة. وأعلن الوزير عن إعداد وتنفيذ البرنامج الطّبي الجهوي بهدف تفادي النقائص المرصودة في ما يخص تنظيم عرض العلاجات والخريطة الصحية والمخطّطات الجهوية لعرض العلاجات. و قد شدد أيت الطالب على ضرورة "الاستثمار في الطّرق البحثية لتحويل الأفكار إلى خطط واستراتيجيات"، فضلا عن أنه أعلن عن ضرورة "الرفع من التغطية الصحية الشاملة عبر دعم مجهودات الدولة في هذا الشأن قصد تغطية أكثر من 90 في المائة من السّاكنة في أفق 2021".