في مشهد تراجيدي، حضر أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري الأسبق جنازة شقيقه ومحاميه العيفة أويحيى الذي توفي أمس الأحد بمنزله الكائن بالعاصمة، مكبل اليدين. وكان قاضي الحكم قد قرر رفع الجلسة، بمجرد تلقي خبر وفاة المحامي العيفة أويحيى، والذي كان قد رافع في اليوم الذي سبق دفاعا عنه شقيقه. وظهر أويحيى في مقبرة ڤاريدي بالعاصمة وهو مكبل اليدين بالأغلال ومحاطا برجال فرقة التدخل الخاص التابعة لجهاز الدرك الوطني، وكان التأثر باديا عليه بسبب وفاة شقيقه، الذي أشاد به الجميع، وخاصة المحاميين والحقوقيين، بسبب أخلاقه واستقامته وشهامته. فالرجل الذي كان شقيقه أحد الذين يأمرون فيطاعون، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة، والذي كان له النفوذ والمال، لم يسع يوما للتقرب من شقيقه أو الاستفادة من أي شيي، وتوفي في منزله البسيط في حي شعبي. ورغم أنه كان في خصومة معلنة مع شقيقه أحمد وكان دائم الانتقاد له، إلا أنه بعد سقوطه وتحوله إلى سجين في زنزانة وانفض من كانوا حوله يسبحون بحمده، لم يجد سوى شقيقه الذي استمات في الدفاع عن شقيقه، تاركا خلفه جميع الخلافات التي فرقتهما لما كان أويحيى أحد صناع القرار ومنفذيه.