27 فبراير 10و 20 ماي 17 يونيو 12 اكتوبر مناسبات من سبعينيات القرن العشرين تختزل فيها البوليساريو تاريخ الساقية الحمراء ووادي الذهب. و كأن تاريخ الساقية الحمراء ووادي الذهب بدأ مع بصيري الوافد على الاقليم من شمال المغرب نهاية ستينيات القرن الماضي، او مع حركته التي انتهت مع مظاهرات العيون 17 يونيو 1970 او مع الولي مصطفى السيد و جماعته ممن اسسوا البوليساريو سنة 1973, الذين في الغالب لم تطأ اقدامهم ارض الساقية الحمراء ووادي الذهب الا عابري سبيل من جنوب المغرب الى موريتانيا ثم الجزائر. قبائل الساقية الحمراء تنتجع الاقليم منذ قرون. قاومت كل حملات النصارى. و كانت آخر من وضع السلاح سنة 1934. محاولة البوليساريو اضفاء القدسية على رموزها دون غيرهم بتخليد ذكريات وفاتهم و تسمية المؤسسات و المؤتمرات و المراكز و الدور باسماىهم و اختزال تاريخ منطقة باكملها في مناسبات حركة ولدت سنة 1973 خارج الاقليم, و ما زالت خارجه. جريمة في حق التاريخ و الانسانية. المقدس و الابي و العزيز هو ابن الساقية الحمراء ووادي الذهب المقدس و الرمز الذي يستحق ان يحتفى به هو الذي لا يحتاج لعنوان او صفة من البوليساريو و لا من غيرها لينتمي الى الساقية الحمراء ووادي الذهب. هو ذاك الذي آوى و احتضن بصيري و اعطى الشرعية لحركته و اعطاها للولي مصطفى السيد و حركته من بعد. هو ذاك الصابر الابي الذي يترفع عن صغائر الامور و يصفح و يسامح و يعذر و لم يحصد غير الاسر و التلاشي البطيء في مخيمات اجبر ان يجعلها وطنا، تحت عنوان براق و زاهي: مخيمات العزة و الكرامة. عنوان يخفي اذلالا و قهرا و تسلطا من ثلة جشعة لا ترى في ابناء الساقية الحمراء ووادي الذهب غير علامة مسجلة يسترزقون بها، لانهم سر وجودها و ضامن شرعية استمرارية مشروعهم.. يسوقون ان المغرب يريد ارضا بلا شعب، و ينسون انفسهم و اشتغالهم على نظرية شعب بلا تاريخ و لا جذور. مثلهم يتسيدون عليه لان تاريخهم بدأ سنة 1973 و وجذورهم ما زالت في اوعية فخارية فوق التراب الجزائري تمني النفس ان تجد لها مكان غرس في رمال الساقية الحمراء ووادي الذهب. و تأبي قبور اجدادنا من الشهداء و المجاهدين و الصالحين التي تملأ الرحب من واد نون الى ادار و من عرك شاش الى المحيط.