عبر عدد من الفاعلين والنشطاء بمدينة المضيق، عن استنكارهم وغضبهم من مجموعة من "الاصلاحات" التي عرفتها مدينتهم، خلال فترة الحجر الطبي، واعتبروها "تخريبا" لمعالم المدينة، في غياب أي نظرة تشاركية مع بعض الهيئات المعنية. واستغرب كثيرون، تخطيط ارصفة وممرات الشوارع بخطوط زرقاء وبيضاء بشعة، لتحديد امتداد السلع بابواب المحلات التجارية، مما يضيق من ممرات الراجلين، ويوسع مجال انتشار السلع. كما اكد ذات المعنيين، أن اشغالا كثيرة تعرفها المدينة، استعدادا للموسم الصيفي، لا تعرف الجهة التي تقوم بها أو المسؤولة عنها، حيث يختفي تقريبا دور الجماعة، ويبرز دور السلطات التي "تفعل ما تريده"، وفق تصريحات عدة. الى جانب كل ذلك، وما رافقه من انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، افاضت نقطة مسح بعض الجداريات الفنية والقيام باخرى، تفتقد للحس الفني، افاض الكأس ودفع بالعديد من الفاعلين والمهتمين، للاحتجاج والتهديد بمراسلة السلطات المركزية، ضدا على ما يتم القيام به من اشغال "تمسح هوية المدينة الساحلية". ومن بين الحالات التي اثارها عدد من ابناء المضيق، قضية جدارية فنية كبيرة أهداها الفنان الصويري عبد اللطيف الرامي، لساكنة وزوار مدينة المضيق بدعوة من جمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق، وهي اللوحة التي تعرضت للتضييق منذ رسمها، إذ انه وبعد مرور يوم واحد فقط من إتمام رسم الجدارية، العام الماضي، تم وضع كومة كبيرة من التراب أمامها مما أفسد جزءا منها، وبعد احتجاج مجموعة من الشباب الغيورين على مدينتهم تمت إزالة هذا التراب من جانب الجدارية. ويقول أحد الفاعلين الجمعويين في تدوينة له :"واليوم بعد مرور أشهر على رسم هذه الجدارية فوجئنا بالشروع في طمس معالمها تماما فأصبحت في خبر كان، نحن الآن نتخوف من أن ينتقل مسلسل طمس هذا الجمال إلى الجداريات الأخرى التي مولتها جمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق في مجموعة من مدارس وجدران المدينة..". ويتساءل آخر قائلا:" من المسؤول عن هذا التخريب؟ إن كانت السلطة المحلية هي المسؤولة فقد تم رسم هذه الجداريات بتنسيق معها وموافقة منها، أما إن كانت جماعة المضيق هي المسؤولة فقد سبق أن تقدمنا لها بطلب عقد شراكة من أجل تزيين شوارع ومدارس المدينة بمجموعة من الجداريات، والآن مرت أشهر على وضع الطلب ولم نتلق أي رد".. ما يحدث بهاته المدينة الساحلية الجميلة، لا يختلف عن ما يحدث في باقي مدن الاقليم الاخرى، حيث اصبحت الامور" مختلطة" واصبح المواطن وهيئاته مغيبة في كثير من الامور، حيث ان جهة تستفرد بجل القرارات وتنزيلها، مستغلين ضعف المجالس المنتخبة وغياب الامكانيات لديها..