تتوقع مديرية الأرصاد الجوية، ابتداء من غد الجمعة، أن تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض بنحو 8 درجات، مما سيتسبب في الشعور ببرودة في الطقس بشكل ملحوظ، ونزول أمطار رعدية معتدلة إلى قوية بالعديد من مناطق المملكة. وعزا المكلف بالتواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، لحسن يوعابد، سبب نزول العواصف الرعدية والزخات المطرية في هذه الفترة من السنة إلى صعود الحرارة إلى الأجواء العليا بسبب التبخر لتلتقي بالكتل الهوائية الباردة والرطبة هناك، فتكون النتيجة، حسب نفس المصدر تحولها إلى زخات مطرية على شكل عواصف رعدية، والمرتفعات تساعد على صعود الكتل للأجواء العليا، لتتشكل السحب غير المستقرة. وكانت جميع مناطق المغرب قد عاشت منذ الأحد المنصرم على إيقاع ارتفاع ملموس في درجات الحرارة، حيث سجل المحرار 44 درجة في المناطق الجنوبية والوسطى، وارتفعت بنحو 8 درجات عن المعتاد، كما صرح بذلك لحسن يوعابد. وعزا نفس المصدر هذا الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة إلى صعود كتل هوائية هوائية حارة وجافة من جنوب الصحراء في اتجاه جنوب وسط المغرب وشرقه وشماله. هذه الكتل الهوائية عندما تتخطى جبال الأطلس، حسب المصدر نفسه، تفقد رطوبتها وتصبح أكثر جفافا وحرارة، ما يتسبب في ارتفاع كبير في درجات الحرارة. واعتبر المصدر نفسه أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها ونزول الأمطار في نفس الوقت ثم الرجوع إلى المعدلات العادية التي تسجل في فصل الربيع، هو أمر استثنائي حدث هذه السنة بسبب الجفاف الذي تعرفه بلادنا، حيث كان من المنتظر أن تنزل الأمطار في شهر فبراير ومارس وتأخرت في النزول إلى حدود شهر ماي الجاري. وكان تقرير حديث صادر عن معهد الموارد العالمية «وورلد ريسورسز» حذر من أن المغرب مهدد بجفاف حاد بسبب ندرة المياه وارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، إلى جانب الاستنزاف الكبير للموارد المائية. وذهبت الدراسة إلى أن الجفاف في المنطقة راجع إلى أن الاحترار العالمي الذي يدفع نشاط الأعاصير إلى التحرك نحو القطب الشمالي بعيدا عن البحر الأبيض المتوسط، وعندما تتحرك العواصف شمالا فإن المناطق المعتدلة في خطوط العرض الوسطى، من إسبانيا إلى تركيا، ستشهد دفئا وعواصف أقل في فصل الشتاء.