برلين 16 ماي 2020 - في وجود لاعبين بدلاء يلتزمون بقواعد التباعد الاجتماعي ويستخدمون سلالم كهربائية وكرات لعب معقمة، ومشاهدين عبر التلفزيون يقدر عددهم بحوالي مليار، انطلقت بطولةألمانيا لكرة القدم لتصبح أول بطولة كبيرة تستأنف نشاطها في خضم جائحة كوفيد-19. وعادت بطولتاالدرجتين الأولى والثانية في ألمانيا، اللتان توقفتا منذ منتصف مارسبسبب فيروس كورونا، اليوم السبت بجدول تضمن مواجهة قمة وادي الرور بين بروسيا دورتموند وشالكه، مع تحول اهتمام عشاق كرة القدم حول العالم إلى المباريات مرة أخرى. ورغم جماهير حول العالم تقدر بحوالي مليار مشاهد أمام التلفزيون مثلما توقع كارل-هاينز رومنيجه رئيس بايرن ميونيخ، والأمل الذي يعطيه الدوري الألماني للبطولاتالأخرى، لم تكن البداية التي تتمناها الجماهير، وبدا افتقار اللاعبين للياقة المباريات وحاولوا التأقلم على الظروف الجديدة. وبينما أظهر استطلاع أجرته محطة ايه.آر.دي التلفزيونية الألمانية أن 56 بالمئة من الألمان يعتبرون استئناف المباريات خاطئ في هذا التوقيت، تدرك البطولة أن أي انتهاك للوائح التي تم الاتفاق عليها قد يؤدي إلى توقف آخر ربما تكون له آثار مدمرة على الأندية. وبدلا من وجود 81 ألف مشجع في مدرجات ملعبسيجنال إيدونا بارك ملعب دورتموند، لم يكن هناك سوى 300 فرد من بينهم اللاعبون والجهاز الفني ومسؤولو الفريقين وأفراد الأمن والبث التلفزيوني التزاما بقواعد صارمة للحفاظ على الصحة. كما فرضت السلطات حظرا على وجود الجماهير حول الاستادات لتقليل مخاطر العدوى. والتقطت مكبرات الصوت الموجودة على جانب الملعب كل صرخة وأصوات ارتطام الكرة بالمدرجات الأسمنتية لتصنع أجواء غريبة. وفي دورتموند، حيث يوجد أكبر مدرج في أوروبا لوقوف الجماهير، كان مدرج الحائط الأصفر الشهير خاليا مع انطلاق أحدث حلقة من أشرس مواجهة في كرة القدم الألمانية على أرض الملعب حيث حقق دورتموند فوزا ساحقا 4-صفر على شالكه. وبدت المباريات مثل حصص تدريبية حامية الوطيس أكثر من كونها مواجهات بين لاعبين من الأعلى أجرا في العالم في بطولة دوري تشهد أكبر حضور جماهيري في العالم بمتوسط يبلغ في المعتاد 42 ألف مشجع كل مباراة. أبلغ كريستيان شترايخ مدرب فرايبورج مؤتمرا صحفيا افتراضيا بعد التعادل 1-1 خارج ملعبه مع رازن بال شبورت لايبزيج "بالتأكيد من المحزن عدم قدرة الجماهير على مشاهدة المباراة. "هذا شيء لا يمكن أن يستمر للأبد. لكن وفقا لهذه الظروف لا أعتقد أن المستوى سيتراجع بسبب غياب الجماهير ولم نشاهد ذلك". ومع حرص الدوري الألماني على إنهاء الموسم بحلول 30 جوانلأسباب تتعلق بالعقود، فإنه كان حريصا أيضا على إقامة المباريات رغم هذه الظروف غير المعتادة. وكانت الشرطة موجودة في الملاعب قبل انطلاق المباريات من أجل منع الجماهير من التجمع خارج الملاعب للاحتفال. وقالت شرطة دورتموند قبل المباراة "مباراة القمة بدون جماهير بمثابة تحد جديد بالنسبة لنا لكنه معقد أيضا مثل أي مباراة عادية" وحثت الجماهير على البقاء في المنازل قائلة "اجعلوا الأمر سهلا علينا". وقال مسؤولون بعد انطلاق المباراة إن الجماهير التزمت بالفعل بالابتعاد عن الاستادات. وداخل الملاعب كان ارتداء الكمامات إجباريا للجميع باستثناء اللاعبين. وتعين على الأندية تغيير أساليبها تماما واستخدم لايبزيج سلالم كهربائية لإبعاد البدلاء عن بعضهم بعضا في المدرجات على بعد ثلاثة أمتار من مقاعد البدلاء التقليدية. وسمح بإجراء خمسة تغييرات في المجمل كل مباراة لمساعدة اللاعبين على التعامل مع الافتقار للياقة والجدول المزدحم بالمباريات، وأصبح شالكه أول فريق في تاريخ البطولة الألمانيويستخدم هذه الإجراءات المؤقتة.