بعد إقدامها في الأسبوع الأخير على هدم الأسوار المحيطة لأزيد من 300 قطعة أرضية متفاوتة المساحات بحي الإنارة شرق الحي الصناعي "سيدي بوزكري" بمكناس كان أحد المستثمرين العقاريين قد قام بتجزيئها قصد بيعها بطرق مختلفة، واصلت سلطات عمالة مكناس بداية الأسبوع الحالي حملة تنشيطها للسكن العشوائي بهدمها الأسوار المحيطة بضيعة بنبوشتى الفلاحية الكائنة بدوار موسى بحي الأمل التي تبلغ مساحتها 5 هكتارات هي في ملكية الأحباس، كانت أسرة بنبوشتى قد فوتت لها، وظلت تستغلها كضيعة للأشجار المثمرة إلى حدود 6 دجنبر 2007 حينما وقع الرئيس السابق للجماعة الحضرية بمكناس أبو بكر بلكورة الترخيص رقم 1542 والمسجل بمصلحة المشاريع الصغرى والمتوسط تحت عدد 14385 بعد أداء طالب الترخيص للجبايات البلدية مبلغ 3480 درهما، غير أن الترخيص الممنوح للمعني بالأمر قصد بناء سور في الفصل 10 منه ينص بضرورة إلصاق لوحة واضحة حتى نهاية الأشغال والحصول على رخصة السكنى.. وإذا كان مستغل الضيعة قد أفلح في الحصول على الترخيص لإحاطة البقعة الأرضية بسور بمبرر حماية إحدى المؤسسات التعليمية المجاورة، فإنه بالمقابل شرع في إحداث تقسيمات عشوائية للضيعة الفلاحية و تجزيئها إلى بقع أرضية متفاوتة المساحات قصد عرضها للبيع، بعد أن تم بناء 22 منزلا بالجزء الأول من التقسيمات العشوائية وتم تزويدها بالماء والكهرباء وربطها بقنوات الصرف الصحي. وللتستر على المراحل المستقبلية، عمد المستغل إلى إقامة سور متوسط العلو بين المساحة التي بنيت عليها المنازل المذكورة ومتبقى من مساحة الضيعة. وأكد قاطنو المنازل ل «الأحداث المغربية» أنهم اشتروها من مالكين سابقين بأثمنة تتراوح بين 300 و650 ألف درهم، دون الكشف عن الطريقة التي اقتنوا بها تلك المنازل، وأن منهم من تمكن من الحصول على الشواهد الإدارية والسكنى للاستفادة من تزويد المنازل الجاهزة بالماء والكهرباء... أما مستغل الضيعة بنبوشتى الأب، فقد أكد لوسائل الإعلام والسلطات المحلية والأمنية التي أشرفت على عملية هدم الأسوار «أن التقسيمات العشوائية التي أقامها داخل الضيعة فكان الهدف منها منح كل واحد من أبنائه أحد التقسيمات قصد استغلالها». وبخصوص الدور المسكونة والبالغ عددها 23 منزلا لم يتم بعد ربطها إحدها بشبكة الصرف الصحي والماء الشروب والكهرباء، فقد طلبت السلطات المحلية من أصحابها بتسوية الوضعية القانونية مع إدارة الأحباس.