يعيش العالم اليوم وضعا استثنائيا ، فرضه بقوة وباء كورونا الذي حل بيننا دون سبق اخبار. هذا الوضع جعل الجميع يخضع لقوانينه الوقائية ، بدءا بالحجر الصحي والتزام المنازل ،عدم الاختلاط تجنبا للعدوى وبالتالي اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة ، بل الأكثر من ذلك ضرورة ارتداء الكمامات تفاديا لأي سوء ، ومع ذلك البحث عن الكمامات مجازفة ان لم نقل مستحيل العثور عليها بعيدا عن تلك الاخبار التي تأتينا بدون جدوى ، من هنا يأتي الابداع والجمال والفن ليبدع فنا في زمن الحجر الصحي ، فن يتنفس الفن ، يتنفس الجمال في شتى تجلياته ، ويمنح للحياة نوعا من الدفء ، أليس الفن تلقيح ضد العبث ؟ أليس الفن مناعة ضد الروتين اليومي المحاصر ، ضد الخوف من الآتي ومن القادم ؟ ما أجمل أن نبدع شعرا ، وتشكيلا ومسرحا وموسيقى ... لنمنح للحياة هواء أكثر نقاوة وعذوبة وصفاء ، وصفة فنية راقية ، أبدعها الفنان التشكيلي عمان مبارك في زمن كورونا ، وفي غياب كمامات تقينا الوباء ، وتحفظنا من السوء وتعطي للعين جمالية اللحظة المفعمة بالروعة ، أبدع الفنان التشكيلي مبارك ابداعا يستحق الوقوف عنده ، يجسد دور الفنان في التخفيف من معاناة الانسان في الأيام العصيبة التي نحتاج فيها جميعا للفن ليمنحنا نوعا من الأمل في الحياة .عن ابداعه الجمالي يقول مبارك عمان :" شخصيا، من حيث الحرفة والانتماء، أعتبر الفن، من حيث إنه أولا وقبل كل شيء، علاجا نفسيا فعالا.. علاج لا مثيل له...علاج ذاتي، يستدعي أن نتنفس الفن، وهذه هي جرعتنا العلاجية من أوكسجين الفن، انه جزء من يومياتي وحياتي ، كأني أعالج كل هذه الصدمة ، التي هي حاصلة أو ستحصل بعملي الفني الخاص ." انه الفن الذي يبدعنا ، الذي ينصت لذواتنا ، لدواخلنا التواقة للجمال ، في زمن الجائحة ، في زمن كورونا ، ان فكرة اقتطاع قماش لوحات فنية على شكل كمامات ، هو توثيق لحدث وثق لحضوره بيننا لحظات ليست بالهينة ، مشكلة من الخوف ، الترقب ... وكذلك من الجمال والفن الذي يتنفس أوكسجين الفن .