عبرت مدرسة أدرار الخصوصية بحي تيليلا بأكادير عن انخراطها التضامني الاجتماعي وحسها المواطن تجاه كل العاملين بها، واتجاه أولياء وآباء التلاميذ. فعلى إثر تفشي جائحة كورونا التي أضحت تهدد القوت اليومي للعاملين بها، إلى جانب الوضعية الاجتماعية التي يمر منها جل آباء وأولياء التلاميذ الذين سجلوا أبناؤهم بها، اتخذ الرئيس المدير العام للمؤسسة عبد المولى بوتباع وفي أول خرجة تضامنية غير مسبوقة قرارات أدخلت الفرحة، تمثلت في إعفاء جميع آباء وأولياء التلاميذ من الواجب الشهري لأبريل وماي. كما قرر أن يؤدي أجور كل الأساتذة والموظفين بالإدارة، وعاملات النظافةعوض إحالتهم على المعاشات الاستثنائية. مع العلم أن الجميع مصرح به في صندوق الضمان الاجتماعي، وأدنى أجورهم بعضهم تتجاوز الحد الأدنى للأجور. عبد المولى أكد لأحداث أنفو أنه قد يتخذ مبادرات أخرى إذا ما استمرت تداعيات هذه الجائحة لا قدر الله لأكثر من شهرين، واعتبر أن هذه المبادرات مساهمة منه لتدبير تداعيات الجائحة التي كان جلالة الملك أول من انخرط فيها، حيث قرر ألا يصرح بتوقف أي موظف أو مستخدم ليستفيد من تعويض الصندوق المحدث لتدبير جائحة كورونا، بل أبقى على أجورهم وامتيازات كما هي، معتبرا ذلك مساهمة منه لأن هناك شركات تعاني أكثر من هذا التوقف المفاجئ. الآباء بمؤسسة أدرار عبروا عن فرحهم بهذا القرار الذي اتخذته المؤسسة نظرا لتواجدها في حي أغلب قاطنيه يشتغلون بالقطاع السياحي والخدماتي، فقدوا أجورهم ودخلهم بعد دخول حالة الطوارئ الطبية. وقد عبر عبد المولى بوتباع عن أمله في أن تحدو جميع المؤسسات التربوية الخاصة حدوه خلال هذه الظروف العصيبة. خديجة البناني المديرة التربوية لمؤسسة أدرار الخصوصية من جانبها، ثمنت هذه المبادرة المواطنة والتي أعادت البسمة لأطر وموظفي المؤسسة، بعدما احتفظوا بأجورهم مع كل الامتيازات الاجتماعية المخولة لهم. وأضافت من جانبها أن هذه المبادرات تجاه الموظفين وآباء وأولياء التلاميذ تأتي في ظل استمرار الدراسة عن بعد بكل المستويات حسب جدول الحصص الخاصة بكل مستوى من التاسعة صباحا إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا، وتبدأ الحصة المسائية من الثالثة إلى السادس والنصف مع جميع مستويات الابتدائي والأولي، وأوضحت أن المواد المدرسة لم يطرأ عليها أي تغيير، تشمل كذلك التربية التشكيلية والمسرح. ولضمان تلقين فعال للدروس، تؤكد المديرة التربوية اقتنت المؤسسة " لوجيسيال " متطور يضمن التواصل المباشر بين الأساتذة والتلاميذ عن بعد، وبشكل فعال يجعل الأستاذة ترى التلاميذ ببيوتهم ويرونها ببيتها، يتفاعلون معها ، كما تمكن هذه البرمجة، من حضور المديرة في قلب العلمية التعلمية عن بعد ومراقبة سير العمل الذي يقوم به الأساتذة، ويمكن هذا الجهاز طاقم المدرسة من عقد الاجتماعات عن بعد دون خرق الحجر الصحي المطبق بالبلاد . ولم تتردد المديرة في شكر جميع الإداريين والطاقم التربوي الذي يستمر في تقديم رسالته في ظل الأجواء التي تعيشها البلاد. كما أشادت بالآباء الذين يطبقون الحجر الصحي ويتواصلون مع المؤسسة. حسناء كرامي مربية بالتعليم الأولي بالمؤسسة، عبرت من جانبها عن نجاعة التقنية المعتمدة للدراسة والتي مكنتها من التواصل مع الصغار، وكأنهم يحيطون بها في حلقة واحدة، كما عبرت عن شكرها للآباء الذين يستمرون في مواكبة أبنائهم والتواصل مع المدرسين بشكل إيجابي، خصوصا أن الآباء أصبحوا يطلعون عن قرب على ما يبذله فريق المؤسسة لجعل أبنائهم يستوعبون بنفس القدر والكفاءة التي كانت بالأقسام. مبادرة تأتي في وقت تظل مؤسسات أخرى متشبثة بتحصيل واجب شهر ابريل، بل هناك من المؤسسات من طالب من الآباء بأداء واجب النقل المدرسي رغم أن الدراسة متوقفة، وأسطول النقل مركون مند قرابة ثلاث أسابيع بجوار مؤسساتها.