أمام أكثر من ألف شخصية حضرت في المسرح الكبير ب"مينسترازا"، في مدينة إشبيلية، سلم خوان مانويل مورينو، رئيس الحكومة المحلية لجهة الأندلس، أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، الميدالية الذهبية لجهة الأندلس؛ وذلك تكريما واعترافا ب"التزامه الفعال من أجل قيم ومبادئ التضامن والتفاهم ونهجه المتميز على رأس مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، التي جمعت مع منذ أزيد من 20 سنة بين المغرب وإسبانيا وجهة الأندلس، لتقول للعالم إن التعايش ممكن". واتخذ هذا التتويج، وهو أعلى وسام في جهة الأندلس، خلال هذه السنة طابعا خاصا ومتميزا في إطار الاحتفال بذكرى مرور 40 سنة على إعلان نظام الحكم الذاتي لهذه الجهة. ومن هذا المنظور حرص رئيس الحكومة المحلية لجهة الأندلس على التأكيد أن حكومته اختارت الاحتفاء بمسار أندري أزولاي الذي عمل لسنوات من أجل تكريس التفاهم والتعايش والاحترام المتبادل بين المغرب والأندلس وإسبانيا. وقبل تسلمه هذه الميدالية من يد الرئيس مورينو، الذي كانت تقف إلى جانبه رئيسة البرلمان الجهوي، ذكر أندري أزولاي ب"القرار التاريخي والحكيم للمغرب حين اقترح في منتصف عقد التسعينيات على إسبانيا وجهة الأندلس العمل معا من أجل إحداث مؤسسة الثقافات الثلاث، وجعلها مؤسسة مرجعية وفضاء للصمود والنضال في مواجهة أخطار الهوة الثقافية والاجتماعية التي كانت تلوح في الأفق من حولنا". وقال أزولاي: "لقد أنصف التاريخ المغرب، وأنا اليوم ومن مدينة إشبيلية أقدم هذه الميدالية التي وشحت بها لملكي ولبلدي"، مشيرا إلى أنه "في وقت مازال المنتظم الدولي يبحث عن مرجعياته، وضع المغرب ثراء وعمق تنوعه الثقافي والروحي في قلب حداثة مجتمعه، ليعطي بذلك مؤسسة الثقافات الثلاث شرعيتها وأسباب وجودها وإشعاعها في الفضاء الأورومتوسطي وفي العالم". وحضر هذا الحفل أغلب أعضاء الحكومة المحلية لجهة الأندلس، وكريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في إسبانيا، والقناصل العامون للمغرب بكل من إشبيلية والجزيرة الخضراء، ورؤساء أكبر الجامعات بهذه الجهة، إلى جانب العديد من أرباب الشركات والمقاولات ورجال الأعمال؛ فضلا عن ممثلين عن مختلف وسائل الإعلام الإسبانية والأندلسية.