شكل وصول الرئيس السابق لمجلس إدارة مجموعة "رينو - نيسان" اللبناني كارلوس غصن، إلى بيروت، صدمة مفاجئة لليابان، حيث أن خطوة غصن لم تكن محسوبة أو ضمن السيناريوهات المتوقعة من السلطات اليابانية. وكشفت مصادر لبنانية مختلفة لموقع "إم تى في" اللبناني تفاصيل عملية الانتقال السرية والأمنية، من منزله المراقب في اليابان وصولا إلى مطار بيروت، وانتقاله إلى القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، ولقائه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون. ووفقا للمعلومات اللبنانية، فإن عملية نقل غصن اتسمت بالسرية والأمنية، وشاركت فيها مجموعة عسكرية خاصة، دخلت إلى منزله تحت غطاء فرقة موسيقية لعشاء ميلادي، بسبب وضعه وبيته المراقب والمحاصر من قبل السلطات الأمنية اليابانية منذ اتهامه بالفساد. وقامت المجموعة العسكرية بإخفاء غصن في أحد الصناديق المخصصة لنقل الآلات الموسيقية، وخرج غصن مع المجموعة بعد انقضاء الوقت المنطقي للحفلة دون أن تكشف السلطات اليابانية عملية هروبه مع الفرقة. وأشارت المصادر اللبنانية، أن غصن انتقل من اليابان إلى تركيا، ومنها بطائرة خاصة إلى لبنان، بوساطة جواز سفر فرنسي كان بحوزته. وفي أول تعليق له، قال غصن في بيان: "لم أفر من العدالة، لقد فررت من الظلم والاضطهاد السياسي". وأضاف أنه "لم يعد رهينة لنظام قضائي ياباني مزور، حيث يتم افتراض الذنب". وتابع قائلا إن بإمكانه "أخيرا التواصل بحرية مع وسائل الإعلام". لا شك أن الحدث سيؤثر على العلاقات اللبنانيةاليابانية، خصوصا بعد قيام الدولة اللبنانية رسميا باتخاذ موقف الداعم لمواطنها الهارب من العدالة اليابانية.