فاز فيلم الحرب المنسية لأسماء المدير بالجائزة الكبرى للدورة الخامسة لمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون، كما توجت مخرجته أسماء المدير بجائزة أحسن إخراج. ويحكي الفيلم الذي هو من إنتاج الجزيرة الوثائقية عن الاستعمار الإسباني لمدينة سيدي إفني ومقاومة الباعمرانيين له بمساعدة وتنسيق مع جيش التحرير، عبر ذكريات أربعة مقاومين كما يتطرق الفيلم إلى الجانب الدبلوماسي والسياسي من القضية والذي أفضى في النهاية إلى جلاء المستعمر الإسباني عن مدينة سيدي إفني. وفاز فيلم واد نون وتجارة القوافل لياسين أيت الفقير بالجائزة الأولى لأفضل موسيقى وتسلمها معد موسيقى الفيلم الحسن أمير السيد فيما فاز فيلم بصيري المشهد المفقود للبنى اليونسي بالجائزة الثانية لأحسن موسيقى وتوجت عمل معد موسيقى الفيلم محمد نوري فيما نال فيلم المخيال لأحمد بوشلكة جائزة أحسن مونتاج. و تم حجب جائزة التحكيم الخاصة بعدما تم سحبها في الدورة السابقة من المهرجان. وقد عرفت الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني التي اختتمت مساء أمس الأحد، بعد أربعة أيام من العروض والمنافسة مشاركة 12 فيلما وهو رقم قياسي مقارنة بالدورات السابقة. وتميزت الأفلام المشاركة بتنوع في القصص والقضايا التي تطرقت لها ما بين القصص التاريخية والسياسية والثقافية والتراثية والتاريخية مع اختلاف في طريقة المعالجة الفنية و تفاوت في المستوى. ولم يمنع التطور الذي حصل في الأفلام المشاركة في الدورة الخامسة من المهرجان، مقارنة بالدورات السابقة لجنة التحكيم، من إبداء مجموعة من الملاحظات التقنية لتجويد المنتوج وترسيخ ثقافة سينمائية بالمنطقة. و أوصت لجنة التحكيم بخلق إقامة فنية لتأطير ومواكبة مخرجي الأفلام المستفيدة من دعم المركز السينمائي المغربي لما سجلته من ضعف تقني على مستوى الصوت والصورة وعلى مستوى الرؤية الإخراجية كما دعت إلى ضرورة ترجمة كل ما يرد بلغة أخرى في الأفلام إلى اللغة العربية وأوصت بإحداث جائزة أحسن صورة ودعت أيضا إلى تجاوز الصور النمطية عن المجتمع الصحراوي في الأفلام والتي تختزله في صور ومشاهد متكررة وكليشيهات. تجدر الإشارة إلى أن الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، عرفت إلى جانب عروض المسابقة الرسمية تنظيم ماستر كلاس حول دور الأرشيف في التدقيق التاريخي للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني. كما شهدت الدورة تكريم العديد من الأسماء الفنية منهم الممثلة منى فتو والكاتب العام السابق للمركز السينمائي المغربي مصطفى استيتو والفنان الحساني الراحل الناجم محمد عمر و المصور الصحفي محمد بلميلود الذي له مسار غني في مواكبة أبرز المهرجانات السينمائية الوطنية ومختلف الأحداث الفنية. كما عرف المهرجان تنظيم أنشطة فنية أخرى في انفتاح على محيطه حيث تم تكريم الفنانين عز العرب الكغاط و محمد خيي و بشرى أهريش و فعاليات فنية وجمعوية وحقوقية محلية وعرض فيلم كورصة لعبد الله فركوس في السجن المحلي للعيون في اختتام الاحتفال باليوم الوطني للسجين في إطار الشراكة التي تربط بين المركز السينمائي المغربي والمهرجان من جهة والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج . يذكر أن مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني يستفيد من دعم المهرجانات السينمائية كما أن أغلب الأفلام المشاركة في مسابقته الرسمية استفادت من دعم المركز السينمائي المغربي.