تحول السجن المحلي بمدينة العيون عصر أمس السبت إلى قاعة سينمائية ومنصة للاحتفاء بنجوم الفن السابع وفعاليات محلية في اختتام فعاليات اليوم الوطني للسجين . ففي مبادرة من إدارة السجن المحلي بالعيون ومهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني والمركز السينمائي المغربي، تم تكريم ثلاثة ممثلين إلى جانب فنانين محليين، وأيضا فعاليات محلية عرفانا بما قدمته لهذه المؤسسة السجنية كما تم في ختام هذه التظاهرة عرض شريط سينمائي لفائدة نزلاء السجن المحلي بالعيون . ولم يتمالك الممثل الكبير عز العرب الكغاط دموعه وهو يصعد منصة التكريم ويتسلم درع الاحتفاء به. وعبر الكغاط عن دعمه للنزلاء مؤكدا أن كل إنسان معرض لأن يلقى المصير نفسه مؤملا أن يستخلص النزلاء الدروس والعبر من هذه التجربة، وأن يعانقوا الحرية من جديد في أقرب وقت. وأوضح أن الدمع غالبه وهو يرى نزلاء في ريعان الشباب بين جدران السجن مؤكدا على ضرورة اندماج هؤلاء الشباب في محيطهم ومجتمعهم من جديد و أن يكونوا قدوة في المستقبل . من جانب عبر محمد خيي بعد تسلمه درع التكريم عن سعادته بهذه المبادرة والالتفاتة وأمله في أن تشمل تجربة زيارة فنانين للمؤسسات السجنية وتقديم عروض بها مختلف المؤسسات السجنية عبر التراب الوطني ولم ينس أن يبعث رسائل أمل وتفاؤل إلى النزلاء بالتأكيد على أن الحياة جميلة ويجب أن تعاش ويستمتع الإنسان بها . مع صعود الممثلة بشرى أهريش التي اشتهرت بأدوارها الكوميدية، خاصة مع الممثل عبد الله فركوس منصة التكريم، ارتفع إيقاع تجاوب النزلاء مع الفنانين المكرمين . و أكدت أهريش في كلمة بالمناسبة على دور ومساهمة الفن والفنانين في الإصلاح والتهذيب واستعداد المبدعين لدعم مثل هذه المبادرات وتوسيع نطاقها من خلال الإشراف على تكوين وتأطير النزلاء في المجال الفني ومهنه مشيرة إلى أن هناك مواهب فنية كبيرة داخل المؤسسات السجنية ولا ينقصها إلا التكوين والتأطير لكي تكشف عن نفسها . وإلى جانب تكريم الممثلين الثلاثة عرف الحفل الاحتفاء بفعاليات محلية من مجالات حقوقية وجمعوية وفنية عرفانا بما قدمته للمنطقة والمؤسسة السجنية بالخصوص منهم محمد سالم الشرقاوي الرئيس السابق للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون والسمارة والفنانون فتيحة بوجدور وحبيبة البصراوي ومحمد بوالشايت . وفي ختام هذا التكريم تم عرض الفيلم الكوميدي كورصة من بطولة و إخراج وإنتاج عبد الله فركوس وأيضا بطولة فضيلة بنموسى وبشرى أهريش . ولقد لقيت هذه المبادرة تجاوبا كبيرا من طرف النزلاء الحاضرين وأغلبهم أحداث ونساء وآمل الجميع أن تتطور و تتوسع هو ما أكد عليه ممثل المركز السينمائي المغربي الرحالي ومدير السجن المحلي بالعيون ورئيس نادي منتجي ومهنيي السمعي البصري والسينما بالصحراء محمد الإدريسي بالمناسبة. من جهة أخرى تواصلت أيام السبت والأحد عروض المسابقة الرسمية حيث تم عرض خمسة أفلام وهي الصحراء إيقاعات ساحرة لعبد الإله زيرات وهو سفر فني لثلاثة فنانين شباب من الشمال نحو الجنوب لاكتشاف أصول وجذور الفن الكناوي والفن الحساني. وفيلم أطفال منفيون لحكيم قبابي عن الأطفال الصحراويين الذين تم ترحليهم قسرا إلى كوبا وشاهدان عند البيضان لمحمد بوسالم وفيلم الحرب المنسية لأسماء المديروالذي يتناول مقاومة الباعمرانيين وسكان مدينة سيدي إفني للاستعمار الإسباني. وذلك من خلال حكايات مقاومين شاركوا فيها وفيلم المخيال لأحمد بوشلكة عن حكايات شعبية حسانية وهو الفيلم الذي عرف عرضه حضورا جماهيريا كبيرا وفيلم الرحلة الحجازية الشيخ ماء العينين لمحمد فاضل، والذي أسدل به الستار على عروض المسابقة الرسمية. كما تم يوم السبت تنظيم ماستر كلاس حول دور الأرشيف والمخطوطات في في التدقيق التاريخي للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني قدمه عبد الوهاب سيبويه رئيس الجمعية الثقافية للمخطوطات وحفظ الذاكرة للصحراء المغربية. وكان مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني قد افتتح دورته الخامسة مساء الخميس بتكريم الممثلة منى فتو ومصطفى استيتو الكاتب العام السابق للمركز السينمائي المغربي، والفنان الحساني الراحل الناجم محمد عمر . وتم في تلك الأمسية عرض فيلم الافتتاح حدثني عن جلوة لجنان فاتن محمدي فيما تم يوم الجمعة عرض أربعة أفلام وهي المستهدي بالنجوم لعبد الحكيم بيضاوي وبصيري المشهد المفقود للبنى اليونسي وواد نون وتجارة القوافل لياسين أيت فقير وصائدو النيازك لبوشتى الإبراهيمي ورسالة إلى باروخا لمحمد بوحاري . وقد عرفت الدورة الخامسة للمهرجان مشاركة قياسية للأفلام في المسابقة حيث بلغ عددها 12 فيلما تتنوع قصصها بين قضايا ثقافية وتاريخية وفنية وسياسية مع اختلاف في أساليب تناولها سينمائيا .