قال رئيس الدائرة العقائدية في القوات المسلحة الإيرانية علي سعيدي إن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي تعهد بقبول تبعات رفع أسعار البنزين. ووصف سعيدي في اجتماع حكومي الاحتجاجات القائمة بالفتنة مضيفا: "آية الله خامنئي تعهد بتحمل جميع تكاليف قرار رفع أسعار البنزين". واندلعت التظاهرات في إيران مساء الجمعة الماضي بعد ساعات من الإعلان عن إصلاح في طريقة الدعم على الوقود، ورفع كبير لأسعار البنزين، في ظل أزمة اقتصادية حادة تعاني منها البلاد. وبدأت التظاهرات بقطع طرقات رئيسية في طهران وخارجها، لكنها امتدت سريعاً إلى غالبية المحافظات وأحرقت خلالها محطات للوقود وهوجمت مراكز للشرطة وتعرضت متاجر للتخريب. وأكدت السلطات مقتل خمسة أشخاص لكن منظمة العفو الدولية أشارت الثلاثاء إلى أن عدد القتلى تجاوز المائة. وقال مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي إنه تم "دحر العدو" بعد أيام من التظاهرات الاحتجاجية. وأضاف خامنئي في خطاب بثه التلفزيون مساء الثلاثاء "فرضنا التقهقر على العدو في ميادين الحرب العسكرية والسياسية والأمنية". ولم يحدد المرشد الأعلى من هو هذا "العدو" لكنه يربط غالبا القلاقل الأمنية في البلاد إلى مؤامرات أعداء الجمهورية الإيرانية. من جهته قال الرئيس الايراني حسن روحاني الأربعاء إن ايران خرجت "منتصرة بوجه المخططات". وأعربت الولاياتالمتحدة التي تتهم إيران بأنها خلف الأزمات في الشرق الأوسط وتفرض عليها عقوبات اقتصادية مشددة، عن دعمها للمتظاهرين. وتأتي هذه الاضطرابات فيما تمر إيران، البلد النفطي والعضو في منظمة أوبك، بانكماش اقتصادي خطير عززه الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني وإعادتها فرض عقوبات مشددة على طهران. وطالت الاحتجاجات عشرات المدن الإيرانية الكبرى وكذلك البلدات الأصغر التي يبلغ عدد سكانها عشرات الآلاف. وعرض التلفزيون الحكومي الذي نادرا ما يورد إشارات إلى معارضة في إيران، لقطات لشبان ملثمين يشتبكون مع قوات الأمن. وإيران منقطعة عن العالم منذ مساء السبت بعد قطع الانترنت الذي حذرت الحكومة أنه لن يعود قبل عودة الهدوء. وبسبب هذا التعتيم، من الصعب تقييم الوضع عامة في كافة أنحاء البلاد.