"أ جرادة مالحة فين كنتي سارحة.. فجنانات الصالحة.." متن حكائي موغل في مخيال أجيال متعاقبة من المغاربة، من من الشباب والناشئة من لم يردد إيقاعها الموسيقي؟ وما مدى ما يحمله من قيم ودلالات رمزية؟ فرقة مسرح أيوب ركبت غمار إحياء هذا المتن الحكائي وإبراز ما يزخر به المخيال الشعبي المغربي من إيقونات إبداعية تحتفي بأسس الفكر الخلاق وذلك من خلال مسرحيتها الموسومة ب "جرادة مالحة" التي جرت أحداثها مساء أمس الأربعاء 6 نونبر احتفالا بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة بقاعة العروض الصغرى بالدوديات مراكش. مسرحية بإيقاع تراثي يستثمر المنجز الشفوي لمرويات الأجداد الأوائل ليحوله إلى طابق فرجوي باذخ يستحضر الماضي لدى ناشئة الحاضر لاستشراف مستقبل جيل متصالح مع ذاته. تدور أحداث المسرحية بنفس إبداعي مشوق حول تيمة أساسية تقوم على صراع قيم الخير والشر، من خلال شخصيات "الصالحة" والقاضي بومفتاح" و"عقيسة" التي تتحول إلى جرادة مالحة المذاق يعافها الكل وينتهي بها المطاف منبوذة في العدم. تختزن المسرحية من خلال تفاعل شخوصها وتعاقب أحداثها قيما تربوية عميقة تحيل على البدل، العطاء، نكران الذات وحب الخير للآخرين، وهي بذلك تكون قد استوفت الأسس التربوية لمسرح الطفل وما يستدعيه من شروط جمالية وفنية، لاسيما على مستوى السينوغرافيا التي أشرف عليها المبدع عبد العزيز ماهر، ثم الإنارة والمؤتراث الصوتية لعلال خودار. بالإضافة إلى التوليفة الاخراجية للفنان وليد مزوار والإعداد الفني لبوبكر فهمي، أما على مستوى التشخيص فقد أدى كل من: فيصل كمرات، دليلة الحسيني، حليمة بلكدع وحياة غافري أدوار الشخصيات الرئيسية بانسيابية مقنعة، تفاعل معها بشكل إيجابي الجمهور الذي غصت به جنبات قاعة العروض الصغرى بالمركب الثقافي الدوديات. جدير بالذكر أن عرض مسرحية "جرادة مالحة" جاء بدعم من المديرية الجهوية للثقافة والمجلس الجماعي لمراكش وبشراكة مع مقاطعة جليز.