تخلفت فاطمة مضطرة عن حضور حصتها الصباحية بكلية الحقوق التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات بعدما وصلت متأخرة إلى محطة النقل العمومي حيث تمتطي كل صباح على الساعة الثامنة رفقة زميلاتها وزملائها الطلبة الحافلة. لكن هذه المرة لم تأت في الوقت المحدد، مما ضيع عنها فرصة الذهاب إلى الكلية والاستفادة من حصصها الدراسية. هذا التأخر دفع بفاطمة إلى الاستنجاد بسيارة أجرة من الحجم الصغير رفقة زميلتيها من أجل ربح الوقت والوصول إلى الكلية والاستفادة من حصصها. إلا أن شيئا من هذا لم يحصل، بعدما حصل شنأن بين الطالبات وسائق الطاكسي بخصوص التسعيرة، حيث طالبهن بتأدية عشرة دراهم لكل واحدة منهن. وبعدما رفضن عرضه ،منعهن من امتطاء الطاكسي, وبما أن فاطمة لاتمتلك أكثر من عشرة دراهم التي تعول عليها لتغطية مصارف وجبة الغذاء، كانت قد اتفقت مع زميلتيها على اقتسام مبلغ التسعيرة المحدد في عشرة دراهم استثناء، خلافا للتسعيرة القانونية التي يؤديها المواطنون ، وهي سبعة دراهم وسط المدينة، على أساس أن المسافة التي تفصل بين جامعة الحسن الأول ووسط المدينة تصل إلى ثلاث كيلومترات، مما يدفع بالمواطنين إلى التضامن مع سائقي الطاكسي ودفع عشرة دراهم عوض سبعة دراهم المعمول بها. بعد أخذ ورد وصياح وخوف من وصول الأمور إلى مالا تحمد عقباه، نزلت الطالبات من سيارة الأجرة، فيما ذهب السائق إلى حال سبيله بحثا عن زبون أو زبناء أخرين قادرين على تأدية عشرة دراهم للواحد. أما فاطمة فتوجهت رفقة زميلتيها إلى الكلية مشيا على الأقدام وتوفير مبلغ عشرة دراهم من أجل وجبة الغذاء. حالة فاطمة تتكرر مع باقي طلبة جامعة الحسن الأول وبعض المواطنين الذين يتعرضون إلى ابتزاز بعض سائقي سيارات الأجرة من الحجم الصغير. تصرفات تتطور في أغلب الأحيان إلى سب وشتم واحتكاكات جسدية، قد تصل إلى ردهات مخافر الشرطة والمحاكم.