حطت قافلة الأمن الوطني رحالها بفضاء منطقة مالبطا على طول كورنيش طنجة، في رحلة الأبواب المفتوحة، التي بلغت محطتها الثالثة بمدينة البوغاز، بعد دورتي الدارالبيضاء ومراكش. الأبواب فعلا كانت مفتوحة، رغم الحراسة الأمنية المشددة، وجميع عناصر الأمن كانوا على أهبة الاستعداد لاستقبال زوار معرض الأمن الوطني بطنجة، وابتسامة الشرطة بصيغة المؤنث كانت حاضرة مع البوابة الرئيسية، لتوجيه الوافدين وإرشادهم، بعدما كتب بخط عريض أعلى منصة الاستقبال شعار هذه الدورة "خدمة المواطن شرف ومسؤولية". وقبل أن تقوم بجولة بين أروقة المعرض، تجد صور شهداء الواجب، في لحظة اعتراف وتقدير بمجهودات كل من قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن، وحماية لأمن وسلامة المواطنين، ولعلها إشارة البداية عسى أن تنفع الذكرى كل عابر للباب المفتوح وتكون للجيل الجديد قدوة في التضحية. وكان اطلاق اسم الراحل ميلودي حمدوشي على قاعة الندوات، اختيارا موفقا، بعدما حرصت المديرية العامة للأمن الوطني من خلال هذه الالتفاتة على تكريم الفقيد، اعترافا بعطاءاته المهنية على مستوى ممارسته لوظيفته الأمنية، وكذا تفرغه للبحث العلمي والكتابة في مجال القصة والأدب. وكل رواق يقف فيه نساء ورجال الأمن الوطني في حلة مغايرة، قد لا تبدو معهودة لدى العديد من الزوار، الذين ظلت ذاكرتهم تحمل نظرة خشنة في تعامل الشرطي مع المواطن، قبل أن تفاجئهم سعة صدر المكلفين بتقديم الشروحات للزوار حول طبيعة المهام التي تقوم بها مختلف مصالح الأمن الوطني. وانطلاقا من رواق السير والسلامة الطرقية إلى رواق المتفجرات والرجل الآلي المكلف بإبطالها، ثم جناح فرق التدخل السريع ومعداتهم المتطورة، وفضاء مسرح الجريمة والشرطة العلمية والتقنية، قبل أن تقودك ممرات المعرض المفتوحة على كافة الواجهات إلى رواق خاص يعرف بالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية الجيل الجديد، التي تستعد المديرية العامة للأمن الوطني لإصدارها قريبا، وأيضا أروقة أخرى تهتم بحقوق الطفل والعنف ضد النساء والسلامة الصحية. كما ستكون الأيام الستة للأبواب المفتوحة فرصة لتنظيم مجموعة من الندوات تتمحور حول التخطيط الحضري والأمن، ودور طبيب المديرية العامة للأمن الوطني في مجال الطب الشرعي، والحديث عن عملية مرحبا انطلاقا من دورة شرطة تفاعلية في خدمة المغاربة المقيميين بالخارج، وكذا مناقشة جريمة مرجعية الأمن وحقوق الانسان، ومكافحة الجريمة الالكترونية، والأدلة العلمية في المادة الجنائية. ومغادرة أروقة المعرض من الباب الخلفي، تسمح لك بمتابعة مجموعة من العروض تقدمها فرق الحماية المقربة ووحدات التدخل والدفاع الذاتي، وشرطة الخيالة وكوكبة الدراجين والكلاب المدربة للشرطة، إضافة لمجموعات التدخل السريع والمشي العسكري والفرقة الموسيقية. إنه الإنتاج المشترك للأمن، الذي تسعى المديرية العامة للأمن الوطني عبر أبوابها المفتوحة في وجه عموم المواطنين، إلى تحقيقه بغية جعل الأمن مسؤولية الجميع وواجب وطني، وهو ما تهدف إليه مثل هذه المحطات التواصلية، التي تمكن المواطن من الاطلاع على جل المهام التي تقوم بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته، وكذا الوقوف على كافة التجهيزات والمعدات والآليات الحديثة الموضوعة رهن إشارة مصالح الأمن الوطني.