" مصلحة الوطن قبل الحزب" و"حتى إن تعارضت مصلحة الوطن مع مصلحة الحزب فإننا سنقدم مصلحة الوطن" .. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الإئتلاف الحكومي الحالي، يحاول من خلال هاتين العبارتين امتصاص "الغضب" الداخلي لأعضاء حزبه، سواء القياديين أو أعضاء الهيئات الموازية وفي مقدمتها شبيبة الحزب . وأشهر العثماني ورقة "مصلحة الوطن" لكبح الأصوات الغاضبة داخل حزبه، الذي يعيش على صفيح ساخن بسبب مصادقة الحزب على مشروع القانون الإطار المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين الأسبوع الماضي بلجنة التعليم والثقافة والاتصال. كما أن العثماني رهن تماسك حزب المصباح بمراعاة مصلحة الوطن في تصنيف مخندق يعني "من معنا وطني ويراعي مصلحة الوطن" و"من ليس معنا لا حس ولا التزام وطني له". وهو يفتتح الملتقى الخامس عشرة لشبيبة الحزب، الأحد 21 يوليوز 2019بالقنيطرة، دعا العثماني وبصرامة شبيبة الحزب لأن تلتزم بما قال إنها الأسس العملية والبراغماتية للديمقراطية والتي عددها في ثلاثة أسس هي حرية الرأي المؤطرة بالمنطق وحدود اللياقة والأدب كما قال والمؤسساتية من خلال الاحتكام إلى مؤسسات الحزب والالتزام بقرارات المؤسسات والهيئات التنظيمية الحزبية. وزاد العثماني موضحا : " لا تساهل في هذه الأسس وأنا كأمين عام للحزب مسؤوليتي الحفاظ على هذا الحزب، الذي لن نتخلى عن مرجعيته الإسلامية لكن بفكر ومنهج تجديدي ومستقبلي وإيجابي ". ونبه العثماني شبيبة الحزب إلى ضرورة توخي اليقظة و"الحكمة" وذلك بعدم الانجرار والسقوط في مناطق اعتبر بالتلميح أن مناوئي الحزب يريدون جرهم إليها . وقال العثماني في هذا السياق :" يجب أن تكونوا يقظين فهم يريدون لكم الفشل ونعرف من هم الخصوم الحقيقيون الذين ينثرون المال يمنة ويسرة " . لكن، يضيف العثماني مشددا "الحكمة ضرورية وتقتضي مراعاة مصلحة البلد ومراعاة الظروف وكذا مراعاة المآلات فمهما كانت الاختيارات أو القرارات جيدة ولكنها لا تصب في مصلحة الوطن أو لا نتائج فضلى لها فمن الأفضل عدم القيام بها ". وزاد العثماني منبها :" ترشيد مسيرة الحزب تستوجب التحلي بأعلى درجات الحكمة في الوقت الراهن .. وعليكم أن تفوتوا الفرصة على من يتربص بكم وبالحزب من خلالكم وعلى تماسك الحزب وقوته ". وفي سياق، دعوته للشبيبة لتكتل والتماسك أمام ما وصفه ب"حملات التبئيس والتبخيس"، شدد العثماني عليها ضرورة بناء مواقفها عن علم ومعرفة حيث دعاها إلى الاطلاع على مشروع القانون الإطار ومناقشته خلال أشغال الملتقى. وهاجم المنتقدين بجهلهم بمضمون مشروع النص القانوني. وعاب العثماني على منتقدي حزبه عدم اطلاعهم على المشروع حيث قال "أغلب من تحدث في القانون الإطار ما قراوهش كاع، رغم أنه متوفر في الأنترنت ومتاح للجميع". وفي رد مبطّن على عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، الذي تسبب في عدم تصويت نواب العدالة والتنمية على مشروع القانون سالف الذكر في المرة الأولى لعرضه على التصويت بمجلس النواب، قال العثماني "لقد راجت كثير من الإشاعات حول القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية، ونحن صححنا لهم المفاهيم". ودعا العثماني شبيبة حزبه إلى توسيع النقاش حول القانون الإطار الذي حددت جلسة عمومية الإثنين 22يوليوز 2019 للتصويت عليه. وربط الأمين العام لحزب المصباح الانتقادات، التي تطال حزبه بشأن القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتعليم، بالهجومات التي يتعرض لها الحزب من طرف خصومه السياسيين، قائلا "علينا أن نفوّت الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر ويسعون إلى تشويه صورتنا، وألا نقدم لهم المبررات لتحقيق مبتغاهم". وبالرغم من كل الانتقادات والرجات، التي يتعرض لها حزب المصباح داخليا ، فإن أمانته العامة تؤكد على في التمسك بموقفها الداعم للقانون الإطار إلى جانب حلفاء الحزب في الحكومة، إذ قال العثماني "حزبنا بنى أطروحته على التشارك والتعاون. لا يمكن أن نأتي ونقول أن بوحدي مضوي البلاد، بل نساهم في البناء الديمقراطي، بالتعاون مع مختلف الشركاء". من جهة ثانية، حذّر الأمين العام لحزب "البيجيدي" مما سماه "خطاب التيئييس والتبخيس والتدليس"، معتبرا إياه "أخطر شيء يهدد الحياة السياسية في المغرب". واعتبر العثماني أن المرحلة الحالية التي يمر منها حزبه "فيها شوية د الحساسية، ولكن رغم العراقيل نحن واثقون من المستقبل".