شرعت يومه الخميس 30ماي الجاري الهيأة القضائية بملحقة محكمة الإستئناف المكلفة بقضايا الإرهاب بسلا، في استنطاق المتهمين ال 24 –من بينهم متشدد سويسري- في الجريمة البشعة التي أدت لمقتل سائحتين أجنبيتين بمنطقة "شمهروش" والتمثيل بجثثيهما . واستعرضت هيأة المحكمة التهم الموجهة للمتورطين في هذه الجريمة الشنعاء كل حسب المنسوب إليه ، كما قامت باستنطاق 5 متهمين من بينهم المتورطين الرئيسيين كما تم طرح بعض الأسئلة على المتهم السويسري. وهمت الأسئلة ظروف وملابسات تنفيذ الجريمة والتحضير لها ، والعلاقة التي تجمع بين المتورطين، بالإضافة إلى تصوير فيديو الذبح وفيديو مبايعة دولتهم الإسلامية المفترضة .قبل أن تؤجل النظر في القضية إلى غاية 13 من شهر يونيو القادم.كما حضر المحامي عبداللطيف وهبي ممثلا للدولة المغربية في هذه المحاكمة،وذلك في إطار توفير كل الضمانات المتعلقة بالمحاكمة العادلة والمطالب المدنية. اعترف عبد الصمد الجود (25 سنة)، المتهم الرئيسي في قتل سائحتين اسكندينافيتين بالمغرب أواخر العام الفائت، بمشاركته في هذه الجريمة مبديا أسفه لارتكابها، وذلك أثناء مثوله الخميس أمام المحكمة. وقال الجود "قتلت واحدة (...) أنا نادم". ويمثل هذا البائع الجوال بالإضافة إلى 23 متهما آخرين أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا قرب العاصمة الرباط. ويواجه هؤلاء اتهامات خطيرة بينها "تشكيل خلية إرهابية" و"القتل العمد" و"الإشادة بالإرهاب". ووقف "أبو مصعب" كما يلقب، أمام القاضي مرتديا جلبابا خفيفا أبيض اسوة بالسلفيين في المغرب حانيا رأسه. وأقر بأنه نظم مع يونس أوزياد (27 عاما) ورشيد أفاطي (33 عاما) الرحلة التي قادتهم لقتل الطالبتين الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنروجية مارين أولاند (28 عاما). ورافق الثلاثة متهم رابع هو عبد الرحيم خيالي (33 سنة) لكنه عاد إلى مراكش قبيل تنفيذ الجريمة، التي هزت الرأي العام المغربي، ليل 16-17 كانون الأول/ديسمبر 2018 في منطقة جبلية خلاء جنوب المغرب، حيث كانت الضحيتان تمضيان اجازة. وقال الجود "أوزياد قتل الفتاة الأخرى" بينما كان "رشيد أفاطي يصور" الجريمة، مبديا "ندمه" على ما حصل. وكشف أنه هو الذي نشر الفيديو الذي يوثق الجريمة "ضمن مجموعات مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي كنت عضوا فيها". وأثار بث هذا التسجيل ذعرا وصدمة. تحدث الجود طويلا عن مساره الجهادي حيث دين من قبل بمحاولته الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، لكنه استفاد من خفض عقوبته ليغادر السجن في 2015. وقال "تعرفت على أشخاص كثر داخل السجن" بينهم أفراد في "الخلية" التي شكلها بعد الإفراج عنه. لكنه تدارك "لم أستقطب أحدا، كل واحد كان يدرك ما يقوم به". جدير بالذكر أنه يتابَع على ذمة هذا الملف 24 شخصا، والمتورطون بتهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، والإعتداء عمدا على حياة الأشخاص، وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية وحيازة واستعمال أسلحة ومحاولة صنع متفجرات، خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع يهدف بالمس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب، وعقد اجتماعات بدون ترخيص وتحريض على العنف. و الإشادة بالإرهاب"، وهي التهم التي تتراوح عقوباتها بين سنتين وست سنوات بالنسبة للمشيدين بالإرهاب والإعدام والمؤبد للمتورطين في تنفيذ الجريمة ،حسبما ينص عليه قانون 03/03 المتعلق بمكافحة الارهاب. وتعرّضت لويزا فستيراغر يسبرسن، الطالبة الدنماركية البالغة من العمر 24 عاما، وصديقتها النّرويجية مارن أولاند، 28 عاما، للذبح وقطع الرأس ليلة 16/17 دجنبر في منطقة شمهروش المعزولة في الأطلس الكبير حيث كانتا تنصبان خيمتهما.