القاهرة, 25-5-2019 (أ ف ب) - أجرى رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان الس بت محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أو ل زيارة له خارج بلاده منذ تول يه منصبه. واستقبله السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة بشرق القاهرة. وقال المتحد ث الرسمي باسم الرئاسة بسام راضي لوكالة فرانس برس، إن السيسي "عقد جلسة مباحثات مع الفريق أول عبد الفت اح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، حيث تم التوافق على أولوية دعم الإرادة الحرة للشعب السوداني واختياراته". وأوضح أن السيسي "أكد دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، وم ساندتها للإرادة الحر ة ولخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده والحفاظ على مؤسسات الدولة، ومعربا عن استعداد مصر لتقديم كافة س بل الد عم للأشق اء في السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطل عات الشعب السوداني بعيدا عن التدخلات الخارجي ة". وأضاف المتحد ث أن السيسي "أعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوداني ومؤس سات الدولة على استعاده الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مقد رات دولة السودان، مؤك دا أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان". وتأتي زيارة البرهان للقاهرة قبل أي ام من إضراب عام دعا إليه قادة حركة الاحتجاج في السودان الثلاثاء والأربعاء، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم الس لطة إلى مدني ين. وهي الزيارة الأولى للبرهان خارج الس ودان منذ إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 11 نيسان/أبريل الماضي. وكان السيسي عقد قم ة تشاوري ة حول الأوضاع في السودان، بمشاركة بعض الدول الإفريقي ة في 23 نيسان/أبريل. وتعتبر القاهرة أن السودان هو العمق الاستراتيجي لمصر جنوب ا، وبالتالي فإن ما يجري في هذا البلد الذي يمر عبره نهر النيل قبل أن يصل إلى الأراضي المصري ة يت خذ أهم ية قصوى بالنسبة إليها. وقال السيسي خلال تلك القم ة إن "الحل سيكون من صنع السوداني ين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسي ة المختلفة في السودان، يؤد ي إلى التوص ل إلى حل سياسي توافقي (...) ويضع تصو را واضحا لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حر ة ونزيهة". وأضاف "نحن كدول جوار للس ودان ودول تجمع ايغاد وكشركاء إقليمي ين، نتطل ع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولا إلى تحقيق الاستقرار والر خاء الذي يتطل ع إليه ويستحق ه". وأجرى نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أو ل محم د حمدان دقلو، زيارة للسعودي ة الخميس والجمعة، التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقال المجلس العسكري في بيان إن غرض الزيارة هو "تقديم الشكر للمملكة (...) لما قد مته من دعم اقتصادي يؤم ن متطل بات الحياة المعيشي ة للشعب السوداني، فضلا عن دعمها السياسي للمجلس للمساهمة في الوصول إلى حل سريع للمشكلات". والأسبوع الماضي، أودعت السعودية 250 مليون دولار في المصرف المركزي السوداني في إطار حزمة مساعدات تعه دت بها المملكة وحليفتها الإمارات لصالح السودان الذي يشهد اضطرابات في خضم عملي ة انتقال السلطة. وأعلنت الإمارات والسعودية في 21 نيسان/أبريل تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للس ودان. وت جري مفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الاحتجاج الممث لة ب"تحالف قوى إعلان الحر ية والتغيير" حول إدارة الفترة الانتقالي ة. وقد ع ل قت المفاوضات ثلاث مر ات منذ إسقاط البشير، كان آخرها الإثنين. وحت ى الآن لم ي ح د د موعد استئنافها. وكان التحالف أعلن الخميس أن ه سي جري مشاورات مع أنصاره للبحث في الحلول الممكنة بعد تعث ر مباحثاته مع المجلس العسكري في شأن تشكيلة المجلس السيادي الذي ي فترض أن يدير البلاد خلال الفترة الانتقالي ة. وي ريد المحتج ون رئيسا مدني ا للمجلس الس يادي، وهو ما يرفضه المجلس العسكري. كما ي طالبون بأن يكون الأعضاء ثمانية مدنيين وثلاثة عسكريين، فيما يريد المجلس العسكري سبعة عسكري ين وأربعة مدني ين. وبعد تظاهرات استمر ت أربعة أشهر، أطاح الجيش السوداني في 11 نيسان/أبريل البشير (75 عاما ) الذي حكم البلاد 30 عاما . وشك ل الجيش "مجلسا عسكريا انتقاليا " سيطر على المؤسسات الحكومية. ويواصل آلاف المعتصمين تجمعهم أمام مقر الجيش وسط الخرطوم لمطالبة العسكري ين بتسليم الس لطة. وخلال شهر رمضان لم يغير المحتجون عاداتهم، إذ إن هم ي واصلون التوافد يوميا إلى مقر الاعتصام، ولا سيما وقت الإفطار أو السحور حين تنطلق هتافات وشعارات مطالبة بحكم مدني وبمحاسبة النظام المعزول.