دام فراره أسبوعين كاملين، جال خلالهما شوارع وأزقة عديدة على متن سيارته ذات دفع رباعي، قبل أن يجد نفسه فجأة في قبضة رجال الأمن، وبحوزته سلاح ناري وذخيرة حية وأسلحة بيضاء ولوحات ترقيم سيارات مزورة. يتعلق الأمر بشخص في العقد الثالث من عمره، صدرت مذكرة بحث وطنية لإلقاء القبض عليه، بعد أن روع بعض الأحياء السكنية بمدينة فاس في أواخر شهر مارس الماضي. الإدارة العامة للأمن الوطني أفادت أن مصالح الأمن الولائي بفاس تمكنت نهاية الأسبوع الماضي، خلال منتصف النهار، من توقيف المتهم على مستوى المدار الطرقي لحي النرجس في حالة سكر طافح وهو على متن سيارة مسجلة بإسبانيا. المتهم جرى توقيفه بالصدفة من طرف شرطة المرور، بعدما تبين أن كان يقوم بحركات “بهلوانية” بالشارع العام، بسبب انحراف سيارته في عدة اتجاهات، ما تسبب في عرقلة حركة المرور، وإصابة بعض السيارات بأضرار خفيفة. خلال التوقيف، اكتشف رجال الأمن بعد تفتيش السيارة، وجود بندقية صيد و5 رصاصات من حجم 16 ملم خاصة بالصيد و5 سكاكين وصفائح معدنية مزورة. المصدر نفسه أفاد أنه بعد التحريات المختبرية، جرى اكتشاف أن الرصاصة التي عثر عليها يوم 29 مارس الماضي بأحد أزقة حي عوينات الحجاج بعد سماع دوي إطلاق النار، مطابقة للرصاص الذي عثر عليه في سيارة المتهم المدعو “عبد الرفيع” الذي وضع تحت الحراسة النظرية لاستكمال التحقيق معه، قبل إحالته على العدالة، في حين يجري البحث عن أربعة متهمين آخرين يرجح أن يكون متورطين صحبة المتهم المتورط الرئيسي في حادث إطلاق النار مؤخرا بفاس. تبادل إطلاق النار كان قد حدث يوم 29 مارس الفارط بمدينة فاس، ولم يسفر عن إصابات. وقد تمكن حراس ليليون من التعرف على نوعية السيارة، كما عثروا على بقايا الرصاصة. الحادث حصل في ساعة متأخرة من الليل، بحي هامشي بمدينة فاس، ما استنفر مصالح الأمن بالمدينة، بعدما خيم هلع على نفوس العديد من السكان الذين استيقظوا مذعورين لاستطلاع ما حصل. شهود عيان تحدثوا عن أن ملثمين كانوا على متن سيارة تحمل لوحة ترقيم أجنبية “اقتحموا” أزقة الحي، واتجهوا صوب حي الإدريسي بسرعة جنونية، ما أثار انتباه حراس مرآب السيارات بالشارع الفاصل بين حي الإدريسي وعوينات الحجاج. هؤلاء الحراس سعوا إلى مطاردة الغرباء، دون التمكن من معرفة هوياتهم. شهود عيان بعين المكان أكدوا أيضا أن إطلاق النار تم من بندقية صيد استعملتها مجموعة من الشبان يقدر عددهم بسبعة أفراد، لملاحقة مجموعة أخرى، دون أن يصاب أحد خلال هذه المواجهة التي استمرت زهاء نصف ساعة. جدار أحد المنازل بالحي ظهرت عليه آثار ناتجة عن إطلاق النار. حوادث إطلاق النار التي شهدتها مدينة فاس في أوقات متفرقة سابقة، تورطت فيها عناصر أغلبها على صلة بأفراد الجالية المغربية، تمكنت من إدخال أسلحة نارية بطرق غامضة. حوادث كانت في الغالب لها علاقة بالاتجار في المخدرات، وتصفية حسابات سابقة.