اقتحمت مسيرة نسائية مشكلة من حوالي خمسمائة عاملة المستشفى الجهوي الحسن الثاني، رغم إغلاقه أبوابه الحديدية في وجوههن، وكانت العاملات قدمن في مسيرة قطعن خلالها عشر كيلومترات إلى غاية المستشفى الجهوي للاحتجاج على الحادث المؤلم الذي راحت ضحيته زميلاتهن، حيث لقيت عاملتان حتفهما، وأصيبت 34 أخريات ضمنهم أربعة حالتهن خطيرة، ويوجد ضمنهن رضيع في حوالي السنة الثانية من عمره، إلى جانب الوضعية الصحية الحرجة لسائق الحافلة. الحادث وقع صباح اليوم الثلاثاء بينما كانت حافلة تابعة لمصنع لتعليب سمك الانشوبة تقل حوالي 36 عاملة من منطقة تدارت الجبلية حيث يقطن إلى أنزا حيث هذه المنشأة الصناعية المجاورة للبحر. العاملات عند وصولهن المستشفى بدا عليهن العياء وهن يرددن عبارة " الله أكبر الله أكبر " نظرا لهول الصدمة، وفي تصريحاتهن للجريدة داخل المستشفى حيث يتلقين العلاج كشفت فاطمة امرأة قاربت الخمسين سنة أن مكابح الحافلة " لفرانات" فقدت فعالياتها فوق جبل تدارت، وكانت النسوة يصرخن ومنهن من كانت تكبر، وأخريات يرددن الشهادة في وقت قاوم السائق المنعرجات ودهس خطأ أحد المارة، إلى أن شارف بالحافلة المنفلتة من عقالها المنحدر فقام بتوجيهها نحو معمل للأدوية لإيقافها" وعلم أن السائق يوجد في وضعية صحية حرجة. مصابة أخرى من ضحايا لقمة العيش " أكدت أن العاملات رفضن استعمال الحافلة للوصول إلى العمل مند شهور بعدما لاحظن أن فراملها مشدودة بحبل، كما رفض السائق استعمالها لكن فرض عليه المسؤولون استعمالها خلال صباح اليوم ورضخ لأوامرهم فكانت هذه الكارثة. واستغرب عائشة مصابة تتلقى العلاجات بمستشفى الحسن الثاني كيف أن " لفرانات مشدودة بحبل وسلك، بينما سقف الحافلة تم تعبيده بالإسمنت، وأن السائق أطلعهم على وضعيتها ورفض مرارا إيصالهم بسبب حالتها الميكانيكية، وبسبب ذلك لم يلتحقوا بأسرهم في أحدى الأماسي إلا في ساعة متأخرة من الليل. وأدان عبد الله رحمون الكاتب الإقليمي بأكادير الكبير للكنفدرالية الديمقراطية للشغل من داخل المستشفى الجهوي ما وقع وأوضح بان حادثة يوم أمس ناتجة عن " تعنت رب العمل الذي ينقل العمال بواسطة وسائل نقل مهترئة، وأضاف أن النقابة دخلت معه في حوارات عديدة بشأن هذه النقطة دون جدوى. وأن هذه الواقعة تضاف إلى حوادث متتالية خلال الأسابيع القليلة لكن المسؤولين يتركون أرباب العمل يقامرون بأوراح العمال والعاملات. واكد أن من الشروط التي ظلت هذه النقابة تطالب بها، يضيف رحمون " وضع وسائل نقل تصون كرامة العاملات، وتوظيف سائقين مهنيين من ذوي التجربة، وتحسين ظروف العاملات، وخلص أن أسباب الحادث تعود لغياب هذه العوامل. وكشف رحمون أن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ستتخلى علن لونها الأصفر خلال يوم غذ الذي يصادف فاتح ماي لتتدثر بالسواد حزنا وحدادا على هذا المصاب.