أصبح ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان الزعيم الأجنبي الوحيد الذي ذكر اسمه في تقرير المحقق الخاص روبرت مولر بشأن "التدخل الروسي" في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016. وأدرج اسم ولي العهد المؤثر على "قائمة اللاعبين" في نهاية التقرير المفصل المؤلف من 448 صفحة والذي نشرت نسخة منقحة منه أول أمس الخميس، وهي تؤكد عدم العثور على أي أدلة تثبت مزاعم التواطؤ بين حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية وروسيا، بحسب وكالة أسوشيتد برس. وذكر اسم الشيخ محمد، حسب التقرير، لدوره "الغامض" في لقاء عقد في جزر سيشل في 11 يناير 2017، قبيل تنصيب ترامب، بين مدير صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميترييف ومؤسس شركة "بلاك ووتر" العسكرية الخاصة الأمريكية إريك برنس الذي لديه علاقات بمحيط ترامب. وحسب التقرير، زار الشيخ محمد في ذلك الحين سيشل برفقة مستشاره جورج نادر الذي حضر اللقاء، وهو رجل الأعمال الأمريكي-اللبناني الذي أدين في جمهورية التشيك عام 2003 بتهم متعلقة بالتحرش الجنسي بقاصرات، وتعاون لاحقا مع تحقيق مولر. وذكر التقرير أن دميترييف طالب نادر قبل اللقاء بمنحه الوصول إلى أعضاء لفريق ترامب الانتقالي، ونقل عن المسؤول الروسي شكره مستشار ولي عهد أبوظبي نيابة عن الرئيس فلاديمير بوتين لترتيب الاجتماع وقوله إن هذا اللقاء "يصنع التاريخ". تقرير مولر بنسخته المنقحة لم يكشف كثيرا من تفاصيل اللقاء، وأشار إلى أن برنس حذر فيه الحكومة الروسية من التدخل في ليبيا. وسبق أن قال برنس للكونغرس إن هذا الاجتماع كان "صدفة" ولم يهدف إلى لقاء أي مسؤول روسي، لكن تقرير مولر يفند هذه المزاعم. ولم يتطرق التقرير مباشرة إلى دور ولي عهد أبو ظبي في ترتيب اللقاء، لكن لفت إلى أن الشيخ محمد سعى أيضا للقاء مسؤولين في فريق ترامب الانتقالي قبيل دخول الرئيس الجديد البيت الأبيض. وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن ولي عهد أبو ظبي عثر على حليف قوي في البيت الأبيض بعد تولي ترامب مقاليد الحكم، لا سّيما في ظل نهج الإدارة الأمريكيةالجديدة الصارم تجاه إيران. وجاء تقرير مولر في الأسبوع نفسه الذي احتل فيه الشيخ محمد المرتبة ال58 في قائمة أكثر الرجال نفوذا على مستوى العالم حسب مجلة "تايم" الأمريكية.