احتفاء باليوم العالمي للشعر ،نظم بيت الشعر بالمغرب بشراكة مع المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء يوم الخميس 28 مارس المنصرم ، أمسية شعرية احتفاء بالتجربة الشعرية للشاعر الكبير محمد عنيبة الحمري ، بحضور ثلة من الشعراء والمبدعين والنقاد ، وعدد مهم من طلبة " ليبوزار ". اللقاء الأدبي سير فقراته الطيب العلمي العدلوني ، ذكر في مستهله بالسياق العام الذي يندرج فيه حفل الاحتفاء بأحد الأسماء المهمة والوازنة في المشهد الشعري المغربي والعربي ، محمد عنيبة الحمري ، بعد ذلك مرر الكلمة للناقد الجمالي عبد الله الشيخ الذي قرأ كلمة المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي بمناسبة اليوم العالمي للشعر ، حيث أكدت الكلمة أن " كل فن من الفنون الشعرية يتسم بطابع فريد يميزه عما سواه، ويعبر كل واحد منها مع ذلك عن الطابع العالمي للتجربة البشرية، وعن التطلع إلى الإبداع الذي يتجاوز كل حدود الزمان والمكان مؤكداً دائماً وأبداً أن البشر أسرة واحدة، تلك هي قوة الشعر ." ، أما كلمة بيت الشعر بالمغرب والذي تلاها الشاعر الجميل محمد بوجبيري فقد أكدت هي الأخرى قيمة وأصالة هذا الصوت الشعري المبهر ، الشاعر محمد عنيبة الحمري ، الذي نجح في مواصلة مساره الشعري بالكثير من التجدد والحيوية، مانحا شعرنا المغربي بعضا من عذوبة الماء، وروعة الكلمات الصادقة المنبعثة من الروح ..كلمة الشاعر بوجمعة أشفري التي عنونها ب " الشاعر محمد عنيبة الحمري.. كأني أعصر عمرا " جاء فيها :" ...محمد عنيبة الحمري لا يميل الى الحياة في الشعر الا لأن الشعر يميل اليه في الحياة ..عشقه للحياة في الأرض عشق أفقي ، تماما مثل عشق المشائين في الأرض فرحا ورقصا بالأزرق...يسيخ في مفازات الحياة شاعرا فيها بجسده . " كل حالم باللهب هو شاعر متقد " . ضوء صغير خافت يحيط بقصيدة داخل الديوان.. يحيط بها ويبدأ الحلم " ان الحياة في تجربة محمد عنيبة الحمري الشعرية ، يضيف الشاعر أشفري ، انسحاب من الكتابة الى الكتابة عبر التقابل المستحيل للضوء.. هل يستطيع الضوء أن يواجه الظل؟ كلاهما يفنى في قبضة الشاعر حين يتصبب في عرقه ، ويتصور نفسه مستريحا بدون زمان " . المبدع والناقد الأدبي عمر العسري تناول في كلمته التجربة الشعرية للشاعر عنيبة الحمري التي تمتد على مدار نصف قرن وتتميز بالتجديد والتميز حيث جاء فيها :" ان محمد عنيبة الحمري في هذه التجربة الممتدة على مدار نصف قرن ، والمبثوثة في سفرين متكاملين ، يحاول أن ينشئ سياقها الخاص من خلال تفكيك اللغة ، واعادة بنائها بصورة دالة على تداخل الأزمنة ، وانفتاحها على الكون ، وتداخلها في مشهدية ملحمية نافرة بملامح قسوتها ومنحها ، وألفتها الضارية ، وبما يساعد في اعادة هذا التاريخ بدلالاته الموحية ومفارقاته المدهشة. تبنى الحمري في كتاباته الشعرية رؤية حيوية ، ولم يتناول التعبير عن الحياة بشكل مباشر ، ولم يرهن قصيدته كمرآة عاكسة للواقع والوجدان العاطفي ، بل كموضوع حياة وكطاقة تستفز الوعي والمعرفة لدى الانسان ، وبراديكالية صلبة اتخذ لشعره وعيا فلسفيا ينأى عن التناول البسيط لدقائق الوجود..." . كما تناول الكلمة القاص أنيس الرافعي متحدثا عن التجربة الشعرية والانسانية للشاعر الكبير محمد عنيبة الحمري الذي يستحق أن يحتفى بتجربته الشعرية الممتدة في الزمان وفي الروح .