لم تنتظر ليلي الزمراني، الشابة المغربية المتألقة والمفعمة بالحماس طويلا لولوج عالم الأعمال في نيويورك ، فقد أحدثت هذه الشابة المنحدرة من مدينة الرباط "طفرة" في عالم اللياقة البدنية في الولاياتالمتحدة بفضل مقاولتها الناشئه "فيتنيس سيتي" التي أطلقتها سنة 2016 ، والتي تقدم للزبناء وفق مواصفات خاصة خدمة الاختبارات المخبرية المتعلقة بالقدرات الجسمانية والحالة الصحية بشكل عام . وبعدما كانت حكرا على الممارسين الرياضيين ، أضحت اختبارات اللياقة البدنية والتغذية متاحة اليوم للجميع بفضل هذا المشروع المبتكر ، وذلك من خلال توفير كافة المعطيات المتعلقة بالحالة الصحية العامة للزبناء ، ومعظمهم من الشباب الممارسين للأنشطة الرياضية وتمارين اللياقة البدنية. تقول ليلى الزمراني البالغة من العمر 36 سنة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،" إن فكرة المشروع بسيطة وتتمثل في تيسير حصول الأشخاص على معلومات حول لياقتهم البدنية ووضعهم الصحي ، دون الحاجة إلى استشارة الطبيب"، مضيفة " أن الأمر يتعلق أيضا بدمقرطة الولوج إلى هذا النوع من التحاليل المخبرية والبيانات التي كانت في السابق حكرا على الرياضيين المحترفين" . وتشمل الخدمات التي تقدمها " فيتنيس سيتي"، على الخصوص، الاختبارات المتعلقة ببناء الكتلة العضلية للجسم ، والقدرة على التحمل والنظام الغذائي ، وستتعزز قريبا بتحليلات الدم لتحديد مستويات الكولسترول والجلوكوز. وأكدت ليلى الزمراني أن هذه الخدمات "تكتسي أهمية بالغة لأنه يمكن الوقاية من العديد من الأمراض من خلال الفحوصات والاختبارات الوقائية"، مشيرة إلى أن كل شيء يتم عبر الإنترنت ، مع مرور وجيز بمختبر التحليلات ، قبل استلام النتائج على أحد التطبيقات الذكية التي تتيح تقديم النتائج بطريقة واضحة وسهلة الاستيعاب من قبل المستعملين الذين يتاح لهم خيار الاتصال بطبيب أو خبير في مجال التغذية أو بمعد بدني. ويغطي نشاط شركة " فيتنيس سيتي" ، ومقرها نيويورك ، العديد من الولاياتالأمريكية وستتواجد قريبا في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة ، مع طموح بالانتشار خارج التراب الأمريكي. ويعد هذا المشروع ثمرة سنوات من التدريب والتحصيل العلمي ودراسة السوق ، لكنه يعد بوجه خاص تتويجا للطموح الكبير الذي يحذو ليلى الزمراني وشغفها بهذا القطاع وبالعمل المقاولاتي عموما. ولا تخفي الشابة المغربية التي كانت مصممة من البداية على الخروج عن المألوف والسعي لتحقيق حلمها بولوج عالم المقاولات المبتكرة الناشئة، أن الرغبة في القدوم إلى بلاد العم سام كانت تراودها على الدوام. وقالت ليلى الزمراني، المولعة بالأنشطة الرياضية والتي شاركت في ماراتون نيويورك سنة 2017 ، "كنت شغوفة دائما بإنشاء مقاولتي الخاصة والانخراط في مشروع يثير اهتمامي ، ولكن في الوقت نفسه كنت بحاجة إلى إيجاد فرصة ذات جدوى اقتصادية". وبالفعل ، قررت الشابة المغربية بعد حصولها على شهادة جامعية في باريس ، واجتياز تجربة مهنية قصيرة في المغرب، عبور الأطلسي سنة 2011 في اتجاه بوسطن أولا حيث حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، لتحتك بعد ذلك لفترة وجيزة بعالم الأعمال في وادي السليكون بكاليفورنيا حيث التقت هناك شريكها في المشروع ، تشاتاي ديميرلاب ، الذي كان حينها باحثا في "علوم البيانات" في جامعة ستانفورد. وفي نهاية المطاف، قرر الاثنان الاستقرار في نيويورك، أولا لأسباب شخصية ، ولكن بصفة خاصة بسبب جاذبية السوق النيويوركي والاهتمام الكبير لسكان "التفاحة الكبيرة" بممارسة الرياضة واستخدام التكنولوجيات المرتبطة بها . ولتوسيع نطاق عملها ، دخلت "فيتنيس سيتي" مؤخرا في شراكة مع شركة "كويست دياغنوستيكس"، أكبر سلسلة مختبرات للتحليلات الطبية في نيويورك ، والتي تتواجد في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. "هذا سيمكننا ، تقول ليلى الزمراني ، من التواجد والعمل في كل أرجاء البلد". وعلى الرغم من النجاح الهائل الذي حققته مقاولتها ، إلا أن ليلى لم تتخل عن تواضعها وتقر بالمخاطر التي تكتنف عالم الأعمال "لقد تحملت مخاطر كبيرة لاقتحام هذا المجال ، ولكن هذا ما سعيت إلى القيام به دائما". وفضلا عن عملها على رأس مقاولة "فيتنيس سيتي" ، تنشط ليلى الزمراني أيضا في المجال الجمعوي ، حيث تشارك في العديد من اللقاءات والندوات التي تناقش موضوع المقاولة النسائية. وفي هذا الصدد، تقول المقاولة المغربية الشابة، "الغالبية العظمى من الشركات يتم تأسيسها من قبل رجال ، وبالتالي من المهم إلهام أجيال شابة من النساء لاقتحام هذا المجال وتحقيق نوع من التوازن". وخلصت إلى أن أحد الحوافز التي دفعتها إلى المثابرة في هذا المجال "هو أن أظهر للأجيال الشابة من النساء ، خاصة في المغرب ، أنه من الممكن ولوج عالم المقاولة وتحقيق النجاح ".