بحلولها امس الأربعاء بمنطقة "كماسة" نواحي مراكش، تكون قافلة "المثمر لخدمات القرب" للمجمع الشريف للفوسفاط، قد اسدلت الستار على المرحلة الثانية لهذه المبادرة، التي استهدفت 2000 فلاح مغربي. هي مبادرة مبتكرة لتطوير الفلاحة المغربية، وتقوم على تكريس أفضل الممارسات من اجل رفع المردودية والربحية لدى الفلاح، لكن مع الحفاظ على الموارد الطبيعية. " هادشي مزيان وما يجي منو إلا الخير" يقول محمد، الرجل الستيني الذي قدم من منطقة مجاط الى "كماسة"، مضيفا في تصريح ل"الأحداث المغرببة" بأنه استفاد كثيرا من إرشادات المهندسين الزراعيين،وذلك فضلا عن استفادته من تحليل مجاني لتربة أرضه، مما سيمكنه من استعمال الأسمدة الملائمة لهذه التربة. الانطباع ذاته سجله من جانبه عبد اللطيف وهو من مجاط كذلك. هذا الاخير مبرزا بأن حضوره ومعاينته للخدما التي تقدمها الية "المثمر" أصبح شخصا اخر، كما ان هذه الاخيرة بعثت في نفسه أملا جديدا فيما يتعلق بالافاق التي تتيحها الغلاحة، لو تم اتباع الإرشادات التي جاء بها المهندسون الزراعيون للمجمع الشريف للفوسفاط. وفيما كانت المرحلة الأولى من "آلية المثمر لخدمات القرب" قد استهدفت الحبوب والقطاني، فإنها استهدفت في المرحلة الثانية ثلاث خضروات هي الطماطم والبطاطس والبصل، باعتبارها أحد الزراعات الرئيسية المحركة للاقتصاد الوطتي، علما بأنها تمثل 23 في المائة من الانتاج الفلاحي و60 في المائة من الصادرات الفلاحية المغربية. كما مكنت المرحلة الثانية، والتي شملت 40 موقعا بالعديد منن الأقاليم من قبيل الحاجبالعرائشالقنيطرة وبنسليمان ومراكس من مواكبة أزيد من 2000 فلاح، كما أتاحت الفرصة لإجراء 2000 تحليل للتربة، هذا فضلا عن توفير 200 دورة تكوينية للفلاحين. المرحلة الثانية ل"المثمر" وفرت كذلك 300 منصة تطبيقية من اجل تطوير نماذج علمية ومعقلنة بشراكة مع الفلاحين أنفسهم من اجل رفع المردودية، لكن مع احترام الموارد. المختبر المتنقل المرافق لقافلة "المثمر" أينما حلت وارتحلت، حظي باهتمام بالغ من طرف الفلاحين. "هذه أول مرة كوسوفو هادشي وعمر شي حد جا وقاليك هذه صالحة ليك وهاذي لا" يقول أحد الفلاحبن، في اشارة إلى نوعية الأسمدة التي يفتحها عليهم خبراء مجمع الفوسفاط، بعد تحليل التربة. وقبل إخضاع التربة للتحليل يتم تلقين الفلاحين، طريقة أخذ العينة، قبل تحليل مكوناتها ومن ثم تحديد الأسمدة المناسبة لها ، علما بأن هذه التحليلات تقدم مجانا. وفضلا عن ذلك، يشار أيضا إلى جلسات المواكبة المشخصة مع الفلاحين من طرف المهندسين الفلاحيين لمجمع الفوسفاط من اجل فهم أفضل للتربة، علما بأن ذلك شمل أيضا عروضا تجريبية للوحدة الذكية لإنتاج اسمدة NPK، "المزج الذكي" وذلك من أجل تقريب الفلاحين من هذه الصناعة، لكن أيضا من اجل تمكينهم من افصل الممارسات لاستعمال الأسمدة.