غصت القاعة الكبرى للمركب الثقافي المنوني بمكناس مساء الثلاثاء 26 فبراير 2019 بمئات الجماهير الذين حجوا من أجل الاستمتاع بمسرحية ولا أروع تحمل عنوان " مبارك ومسعود" من إخراج رشيد علي العدواني وتأطير الفنانة وسيلة صادق. وقدم فصول المسرحية ومشاهدها 28 نزيلا فنانا من زبدة الممثلين السجناء الذين تم اختيارهم من ضمن 80000 معتقلا يتواجدون بجميع المؤسسات السجنية على الصعيد الوطني وبمشاركة نزيلين بسجن تولال1 بمكناس. العرض المسرحي " مبارك ومسعود" بمكناس الذي استغرق تقديمه ساعتين من الزمن وفاجأ مؤدوه المحترفون الجمهور الحاضر، نظم من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بمشاركة وزارة الثقافة والاتصال وساهم في نجاحه عدد من المؤسسات القضائية والأمنية. وهو عمل يتمحور في ظاهره حول حفل زفاف مغربي تقليدي، لكن يحمل بين ثناياه قضايا ورسائل قوية منها الواضحة ومنها المشفرة، مست أهم مناحي الحياة بواقعها، الاجتماعية والسياسية والحقوقية و البيئية و الصحية بأسلوب موغل في السخرية نالت إعجاب الجمهور وأدخلتهم في هيستيريا من الضحك. وتناوب الممثلون والممثلات على الركح باختلاف لكنتهم بين المراكشية والسوسية والشمالية والصحراوية والعروبية، على اتحاف الجمهور بلغة فنية ساخرة وراقية تطرقوا من خلالها لمشاكل التعليم باستحضار اشكالية مقررات المسمن والبغرير، والمساواة بين الجنسين والتحرش، والتجنيد الاجباري، ثم ظاهرة احتلال الشواطئ و آفة التدخين والرقية الشرعية التي تستغل لأغراض جنسية، و الأوضاع داخل السجون. ولم يسلم من سخرية ممثلي مسرحية " مبارك ومسعود" حتى رئيسي الحكومة السابق والحالي، من خلال تقليد حركتهما وبعض اللازمات من أداء ممثل لعب دور القرد في المسرحية. واختتم العرض المسرحي بكلمة للمخرج رشيد علي العدواني و سهام بمسعود قاضية تطبيق العقوبات لدى المحكمة الابتدائية بمكناس، اللذان شكرا كل المشاركين في المسرحية، وعبرا عن سعادتهما بنجاح العرض وتحقيق أهدافه التربوية والادماجية، مؤكدين أن الفن والثقافة أسمى سبل الإدماج، مخاطبين الجماهير الغفيرة بضرورة تغيير النظرة الدونية والاحتقارية تجاه كل المعتقلين ونزلاء ونزيلات المؤسسات السجنية مع الدعوة لهم باعتناق الحرية من جديد.